[عبد الرحمن الحازمي]

قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : أَنّـى اتجهت وقادتك قدماك أو مركبتك في ( مدينة ما ) ترى بعضاً من الأحياء العشوائية ، تفتقد للـخَـدَمَـات الأساسية والضرورية ؛ وفي طريقك تَـعْـبُـر على شوارع محطمة ، أو مفتوحة البطون ، وأمامك الآن مشاريع متعثرة منذ سنوات ؛ حينها تتساءل أين المسئول ألم يَـزُر تلك الأماكن ؟! ألم يَـعْـبُـر يوماً على تلك الطرق ؟!
يقودك المرض لدخول أحد المَـشَـافِـي الحكومية ؛ فتشاهد الطوابير الطويلة من المرضى المساكين أمام بوابات العِـيَـادات ، وربما كُـتِـب عليك مَـوْعِـدٌ طبي جديد ؛ فَـتتفاجأ أنه بَـعْـدَ عدة أشهر مع أنك تتألّـم ، ولو كان قَـدرك أن تدخل المستشفى ، فقد تشعر بالإهمال ، وضعف الإمكانات ؛ فتأتيك التساؤلات : هل المسئول لم تعتل صحته يوماً ؟! ولذا فهو لا يشعر بمعاناة المواطن المريض ؟! وهل زار متفقِـداً تلك الأمكنة ؟!
تزور قريتك الصغيرة كلَّ حِـيْـن ؛ ولا جديد فهي بعيدة عن خدمات البنية التحتية ، وبعض أهلها الطيـبين يقاسون الفقر ؟! ويتكرر سؤالك أين المسئول ؟! ولماذا لا يتكرم على تلك القرية بزيارة يَـطلع فيها على أحوالها ، ويتلمس حاجياتها ؟!
سِـلبيات هنا ، وملحوظَـات هناك ، صور من معاناة المواطن كلها تنادي أين المسئول ؟! لماذا لا ينزل للميدان لماذا لا يسمع للمواطن البسيط ؟!
حقيقة الواقع يشهد بأن الكثير من المسئولين في المؤسسات الحكومية بعيدون عن نبض المواطن وصوت معاناته ؛ فالغالبية منهم يسكنون فقط مكاتبهم ؛ ليكونوا مع الأوراق والتقارير المعلبة التي ربما تَـجَـمّـلَـت ، وزَيّـفَـت الحقائق !!
ومَـن تَـلطّـف منهم وقام ببعض الزيارات ؛ فطابعها أنها سريعة ومبرمجة أشبه بزيارات ( زواج الـمِـسْــيَــار ) ، وصوت المواطن فيها يُـخنَـق !!
وأخيراً أعتقد أن المسئول قد أقسم على خدمة الوطن والمواطن ؛ فالمنطق ينادي بأن يُـفْـرَض على كل مسئول زيارات دورية تفقدية حقيقية لكافة المناطق والمحافظات ( وهذا ما طرحته صحيفة عَـاجِـل الإلكترونية ) ، وكذلك أن يكون له حوار مفتوح مع المواطنين يسمع منهم ، ويناقشهم !!
وتلك الخطوات تساعد المسئول ، وتكشف له الواقع ؛ هذا إذا كان يرغب في العمل الصادق وأداء الأمانة ؛ أما إذا كان يخشى شيئاً فإنه يهرب أو يتَـهَـرب !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .

عبد الله منور الجميلي