عندما خلقنا الله سبحانه وتعالى , أوجدنا في أسر طيبة بطبيعتها كطبيعة البيئة التي عشنا فيها فتعلمنا من تلك الأسر أن لا نحب إلا الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم) ( ومن خلال تلك العلوم البسيطة عرفنا الكثير عن الخالق وعن رسوله فأحببنا الله وعبدناه دون أن نراه وأحببنا رسوله (صلى الله عليه وسلم) وكأننا عشنا معه فكانت النفوس طيبة والنيات صافية وكان ربنا سبحانه وتعالى باسط رزقه علينا فسمائه لم تبخل من عطائه وأرضه لم تجدب من خيراته وكنا عوائل مترابطة ولم تكن هناك حواجز كما هو حالنا الآن فبدئنا نتعلم وبدأت دائرة التنافر تتسع وكلما زدنا في الفهم واتسعت معارفنا زادت تلك الجفاوة حتى كدنا لا نطيق بعض فليتنا لم نتعلم إلا ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فتعلمنا ممن أخذوا علومهم بهدف التعالي على بعض فتعلمنا مما علموا وواكبنا هذا العصر الغابر الذي تكبرت فيه النفوس وتجبرت وطغت وتعالت , تمنينا أن بقينا على تعاليم أسرنا البسيطة والتي كانت هي للعبادة فقط وهي تطبيق للقاعدة الرئيسية التي أوجدنا الله سبحانه من أجلها , قال تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 صدق الله العظيم , وأخذت دائرة التنافر في الاتساع لترينا ما هو أجد وأخطر والتي للأسف أخذت من علماء عرب وكان الهدف منها للتفكر في خلق الخالق سبحانه فطورت تلك العلوم ممن أرادوا أن يشغلوا عباد الله عن عبادته وطاعته فأتوا بعلوم التكنلوجيا والالكترونيات وتعرفنا على كل مغريات تلك الاختراعات وأبهرنا بها وصارت شغلنا الشاغل وسطت تلك الاختراعات حتى على قدرة الخالق فجاءت بما لا يصدقه العقل وجرفتنا مكبلين بمغرياتها وأخذنا مخترعاتهم حتى كدنا لا نستغني عن تلك المخترعات وبحثنا عن ما هو جديد وما هو أجد وأخذنا منهم دون أن نعطيهم ونسينا القاعدة الرئيسية التي وجدنا من أجلها بل سرنا نقرأ في كتبهم ونتطلع في معتقداتهم بل إن علمائنا لم يبلغوا درجة العلم إن لم يذهبوا لتكملة تلك الدرجة من العلم في جامعاتهم وعلى أيدي علمائهم لماذا لأننا نسينا القاعدة وانشغلنا عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في البحث عن جديدهم وترجمنا كتبهم إلى لغتنا وتحدثنا عن معتقداتهم وهي سفاهات كان يجب علينا أن نتجاوزها بل وصلة إلى درجة المناظرة بمعتقداتنا التي تستند إلى أدلة وأحكام تستند إلى دستورنا المنزل وهو أكبر بأن نساويه بتلك المعتقدات فتحدثوا عن معتقداتهم ونحن نسمع لهم ولم نستطيع الرد عليهم لأننا نسينا أو تناسينا معتقداتنا بل لم نقرأها كما يجب وانشغلنا بمعتقداتهم واختراعاتهم فضعفت شخصياتنا أمامهم وقويت شوكتهم ولم نستطع كسرها فسايرناهم لأنهم وصلوا للحضارة قبلنا وتبعناهم لأننا لا نستطيع الاستغناء عنهم وعن مخترعاتهم فتأدبنا من أدبهم الساذج لنظهر لهم حبنا فلم يبادلونا بتلك المشاعر بل أستعدوا لنا وجمعوا لنا بكل ما أوتوا من قوة وتجاهلنا الاستعداد لهم قال تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60 ونحن نسعى جاهدين لإرضائهم فاستعظموا واستضعفنا فمتى تعود لنا العزة قال تعالى : (َ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لايَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم المنافقون8
فحملونا بسلاحهم كي نشهره على بعضنا وتفوقنا في إبراز قوانا على أبناء جلدتنا ، كما حصل في أفغانستان ويحصل في العراق وحاصل في اليمن وفلسطين .
فبتلك العدة مزقة أوصالنا وتشتت وحدتنا وفرقة صفوفنا
للكاتب عبد الرحمن أحمد الحازمي