عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2012, 11:17 PM   #13
أمة الله
شفقي جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 49
أمة الله is on a distinguished road
افتراضي



الدعـاءُ نوعان : دعاءُ العِبادة ،، و دعاءُ المسألة ..

(1) دُعـاءُالعِبـادة : هو أنْ يقومَ الإنسانُ بعِبادةِ الله ، لأنَّ القائمَ بعبادةِ اللهِ لو سألتَه : لماذا أقمتَ الصلاة ؟ لماذا آتيتَ الزكاة ؟ لماذا صُمتَ ؟ لماذا حَجَجتَ ؟ لماذا جاهدتَ ؟ لماذا بررتَ الوالدين ؟ لماذا وَصَلتَ الرَّحِم ؟ لقال : أريدُ بذلك رِضا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،، وهـذه عِبـادةٌ مُتَضَمِّنَةٌ للدعـاء .



(2) دُعـاءُ المَسألـة : هو أنْ تسألَ اللهَ الشئَ فتقول : يا رَبِّ اغفر لي ، يا رَبِّ ارحمني ، يا رَبِّ ارزقني ، و ما أشبه ذلك ،، وهـذا أيضًا عِبـادةٌ كما جاء في الحديث (( الدعاءُ عِبادة )) ، وهو عِبادةٌ لِمَا فيه مِن صِفة التَّوَجُّه إلى اللهِ عَزَّ و جَلَّ والاعتراف بفضله .



مَن تَكَلَّمَ بكلامٍ يُضْحِكُ الناسَ وهو كَذِبٌ ، فإنَّه قد ورد فيه الوعيد : (( وَيْلٌ لِمَن حَدَّثَ وكَذَب ليُضْحِكَ به القومَ ، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَه )) ، وهذا يفعله بعضُ الناس ويُسَمُّونها { النُّكَت } ، يتكلم بكلامٍ كَذِب ولكنْ مِن أجل أنْ يُضْحِكَ الناسَ ، هذا غَلَط .. تَكَلَّم بكلامٍ مُباحٍ مِن أجل أنْ تُدخِلَ السرورَ على قلوبهم ،، وأمَّا الكلام الكَذِب فهو حرام .



الكافِرُ لا غِيبةَ له ، فهو ليس مُحترَمًا في الغِيبة ، لَكَ أنْ تغتابَه ، إلَّا أنْ يكونَ لَهُ أقاربُ مُسلمون يتأذون بذلك فلا تغتبه وإلَّا فلا غِيبةَ لَه .. أمَّا الفاسِق فهو مُحْـتَرَم إلَّا أنْ تكونَ المصلحةُ تقتضي بيانَ فِسْقِهِ فلا بأسَ أن يُذكَرَ بِفِسْقِهِ ، لأنَّ هذا مِن باب النصيحة .



ما تَرَتَّبَ على الكَذِبِ في البيع والشِّراء ؛ مِن زيادةٍ في الثمن أو زيادةٍ في المَبيع فإنَّه سُحْتٌ والعِياذُ بالله ، لأنَّه مَبنِىٌّ على الكَذِب ، والكَذِبُ باطِل ، وما بُنِىَ على الباطِل فهو باطِل ، وكذلك الكذِبُ في وصف السِّلْعَة ؛ يقولُ الإنسانُ مثلاً : هذه السلعة فيها كذا وكذا مِن الصفات المرغوبةِ وهو كاذِب ، هذا أيضًا مِن أكل المال بالباطِل .



اللَّعْنُ مَعناه : الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، فإذا قُلت : اللهم العن فُلانًا ، فإنك تعني أنَّ اللهَ يُبعده ويَطرده عن رحمته والعياذُ بالله .. ولهـذا كان لَعْنُ المُعَيَّن مِن كبائر الذنوب ، يعني : لا يجوزُ أنْ تلعنَ إنسانًا بعينه ، فتقول : اللهم العَن فُلانًا ، أو تقول : لَعْنةُ اللهِ عليك ، أو ما أشبه ذلك ، حتى لو كان كافرًا وهو حَىٌّ فإنه لا يجوزُ أنْ تلعنه ، لأن النبىَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لَمَّا صار يقول : اللهم العَن فُلانًا ، اللهم العَن فُلانًا ، يُعَيِّنُهُم ، قال اللهُ له : (( لَيْسَ لَكَ مِن الأَمْرِ شَئٌ أَو يَتَوبَ عَلَيْهِم أو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظَالِمُون )) آل عمران/28 .

ومِن الناس مَن تأخذه الغَيْرةُ فيلعَنُ الرجلَ المُعَيَّنَ إذا كان كافرًا وهذا لا يجوز ، لأنك لا تدري لعل اللهَ أنْ يهديه .. وكم مِن إنسانٍ كان مِن أشدِّ الناس عَداوةً للمسلمين والإسلام هداه الله وصار مِن خِيار عِباد الله المؤمنين ومنهم : عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعِكرمة بن أبي جهل ..

أمَّا إذا مات الإنسانُ على الكُفر وعَلِمنا أنه مات كافرًا فلا بأسَ أنْ نلعنه ، لأنه ميئوسٌ مِن هدايته والعياذُ بالله لأنه مات على الكُفر .. ولكنْ : ما الذي نستفيده مِن لَعْنِهِ ؟ ربما يدخل هذا ( لَعْنُهُ ) في قول النبىِّ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم : (( لا تَسُبُّوا الأمواتَ فإنهم أفْضَوْا إلى ما قدَّموا )) ..

ونحن نقول لهذا الرجل الذي يلعن الكافرَ أو الذي مات على الكُفر ، نقول : إنَّ لَعْنَكَ إيَّاه لا فائدةَ منه في الواقع ، لأنه قد استحق الطرد و الإبعاد عن رحمة الله ، فليس مِن أهل رحمة الله أبدًا ، بل هو مِن أصحاب النار هم فيها خالدون .. وكذلك أيضًا البهائم ، لا يجوزُ أنْ تلعن البهيمة : البعير ، الحِمار ، بقرة ، شاة ، لا يجوزُ أنْ تلعنه .

__________________

قال ابن الجوزي - رحمه الله - :-

كلامك
مكتوب
وقولك محسوب
وأنت ياهذا مطلوب
ولك ذنوب وماتتوب
وشمس الحياة قد أخذت في الغروب !!!
فماأقســـــــــــــــــــى قلبك من بين القلوب .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158