3- معركة ناصرة بلحارث
في أواخر شهر شوال من عام 1229هـ نما إلى سمع الأمير بخروش بن علاس
تقدم فرقةٍ كبيرة من الجيش العثماني إلى ناصرة بلحارث ,
حيث قامت تلك الفرقة العثمانية ببناء الثكنات العسكرية ,
وجعلت من بلدة الناصرة ببلحارث حصنا منيعاً ومركزاً عسكرياً تستطيع من خلاله القوات العثمانية
الهجوم على بلاد زهران وغامد و العسييريين في أي وقتٍ شاءت ,
بل والأهم من ذلك أن القوات العثمانية أصبح بمقدورها الانسحاب والرجوع إلى ذلك الحصن المنيع
بدلاً من الانسحاب إلى بلدة الطائف البعيدة بعض الشيء .
عند ذلك أحس بخروش بن علاس بالخطر من وجود ذلك الحصن العسكري ,
فقام بجمع ألوية مقاتلي قبيلة زهران وغامد ونظّم صفوفهم الشعبية ,
استعداداً للرحيل بهم إلى بلدة الناصرة .
وهناك بالقرب من حصن الناصرة ببلحارث قام بخروش بتوزيع مقاتليه إلى عدّة فُرق ,
حيث كان الهدف من ذلك التوزيع المنظم القضاء على مكامن قوة الحامية التركية .
خصوصاً وأن بخروش قد أدرك بحنكته الحربية المعروفة أن أفضل طريقةٍ للقتال هي طريقة الهجوم السريع والمباغت ,
بعد أن أخبر مقاتليه .. بأن حرب الاستنزاف وتبادل النيران لا تخدم وجودهم المكشوف خارج أسوار حصن الناصرة .
وفي ساعة الصفر المحددة تقدم بخروش بن علاس بمقاتليه في تنظيمٍ حربي دقيق إلى أسوار الحصن التركي ,
حيث انقسم جيش بخروش البسيط إلى عددٍ من الفرق المعدة مسبقاً , وذلك من أجل زيادة عنصر المباغتة ,
ومن أجل إحداث ثغرات كبيرة في خطوط الدفاع الأولى , وأيضاً لتسهيل عمل بعض الفرق الصغيرة
التي كانت خطة عملها محددةً بمحاولة تجاوز الأسوار وجذب الأتراك إلى الانشغال
بساحات الحصن الداخلية للقيام بعملية " تطهير الساحات من العنصر الدخيل " ..
كانت خطة بخروش بن علاس الحربية محكمةً لدرجة أن الحصن التركي سقط سريعاً في أيدي مقاتلي غامد و زهران ,
واستطاع بخروش بمن معه من المقاتلين القضاء على فلول الحامية العثمانية المختبئة داخل جنبات الحصن ,
بعد أن تم احراق وتهديم أجزاءٍ كبيرة من الحصن ..
وللتاريخ فهذه هي المرة الثالثة التي يتمكن فيها بخروش بن علاس الزهراني من هزيمة العثمانيين ,
خصوصاً وأنه تمكن أيضاً من الاستيلاء على جميع ممتلكات الحامية التركية
من البنادق والذخائر والخيول بل وحتى البزّات العسكرية .
يتبـــــــــــــــــــــــع