جسدهُ في بلدة القنفذة , ورأسه يطاول القاهرة واسطنبول
بعد أن تمكن محمد علي باشا من القبض الفارس المجاهد بخروش بن علاس الزهراني ,
تمكن أيضاً من القبض على رفيق دربه البطل المجاهد طامي بن شعيب العسيري
الذي هو الآخر عانى من سهام الغدر , عندما دفع به صِهرهُ إلى محمد علي باشا ..
كتب المؤلف التاريخي جيرالد دو غوري خبر أولئك الأبطال عندما قال ( نص حرفي ) :
( وفي القنفذة مكث الباشا " يقصد محمد علي " عدة أيام ,
وقد وضع الأسيرين في خيمةٍ قريبةٍ من خيمته ,
وكان يتوجه إليه الباشا أحياناً بالحديث للمزاح والتسلية " يقصد البطل طامي بن شعيب "
كما يتلهى النمر بفريسته قبل أن يلتقطه ويلتهمه .
ولكن تصرفات طامي الوقورة قد بدّلت هذه الشخصية التركية المرعبة .
وقد وعده محمد علي باشا أن يكتب إلى السلطان ما هو في مصلحته
وسيطلب منه أن يخوله العيش في المنفى في روميليا .
وكان طامي ذو قوةٍ فطرية طبيعية , وكان قصير القامة ذا لحيةٍ طويلة بيضاء ,
وكانت نظراته ثاقبة , وكان في العموم متهكماً ولكنه مؤدباً تجاه الباشا التركي .
بينما كان بخروش على عكسه تماماً فكان صامتاً عبوساً ,
وكان مقتنعاً أن محمد علي باشا لن يصفح عنه ,
وحتى أن الباشة لم يكن يرغب برؤيته أصلاً .
وفي أحد الليالي وقد وجد حراسه نائمين استطاع بخروش أن يلتقط خنجراً ويحاول فك قيوده ,
ثم هرب من المعسكر فلحقوا به فاستطاع قتل اثنين وجرح ثالث قبل أن يصلوا إليه والإمساك به ,
فسأله محمد علي في اليوم التالي بأي حقٍٍ قَتَلَ جنوده ؟
فأجابه بخروش: عندما أكون حُراً وبدون قيود فأنا أفعل ما أريد .
فقال له الباشا: وأنا سأفعل مثلك , مثلما أريد .
ولكي يدرب رجاله الأتراك ويُرضي رغبته بالثأر من بخروش جعله يجلس بين الجنود المحيطين به
من كل جانب وأعطاهم تعليماته بجرح السجين بسيوفهم برقّة , وذلك حتى يُطيل فترة تعذيبه ,
وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك دون أن يشتكي .
ثم قطع رأسه وأرسل بصحبة طامي إلى القاهرة ثم بعد ذلك إلى اسطنبول ,
و طامي وصل إلى اسطنبول فحزّت رقبته في الحال ) انتهى .
وقد كتب موريس تاميزيه في كتابه رحلةٌ في بلاد العرب قائلاً:
( وفي مصر طافوا بطامي على جملٍ بعد أن وضعوا رأسه إلى الخلف ومؤخرته إلى مقدمة الجمل ,
ورأس بخروش في كيسٍ يتدلى بجانبه ) .
انتهى بحمد الله شرح سيرة الأمير بخروش بن علاس الزهراني
بقلم / عبدالله بن موسى الزهراني 23/11/1427هـ
يتبـــــــــــــــــــــــع