(2)
كان يجلس في غرفته ليقرأ
فتأتيه تنظر إليه و تقول :
نو نو ,
و كان ينظر إليها سريعا ثم ينصرف عنها سريعا للكتاب .
نو نو " لا يلتفت "
نو نو " " لا يرد "
نو نو " لا يسمع "
تغتاظ القطة من هذا البرود أو هذا التجاهل فتنصرف :
و كان أحيانا يراها و هي تنصرف لكنه لا يلتفت لموائها
و ها هو جالس كعادته يقرأ في الكتاب
لقد صلى العصر قبل أن يجلس و بدأ يشعر بالجوع
استغفر ربه و قال : الصيام نعمة.
دخلت القطة فجأة
و قالت : نو نو ؟!!..
أدرك على الفور ماذا تريد !!
هي مثله جائعة أو عطشانة
فليعرض عليها الطلبين و لينظر ماذا تريد ..
وضع الكتاب جانبا و أسرع يحضر طعاما وضعه أمامها
و وضع ماء كي تشرب إذا أرادت.
أخذت القطة تأكل و تأكل – كانت جائعة.
قال : سبحان الله ....
عندما كانت تموء من قبل كانت تريد طعاما و لم أكن أشعر بها .
أكلت القطة حتى شبعت و هو جالس يرقبها سعيدا :
ثم شربت و لم يفوتها أن ترفع رأسها و تنظر إليه
و هي تحرك ذيلها كأنها تسأله : ماذا حدث؟!!..
ما الذي غيرك؟!!..
كنت لا تعبأ بي ....
و الغريب أنه قرأ ملامحها و فهم مقصدها
و عرف ما تريد أن تنطق به ......
قال لها و كأنه يحدث إنسانا:
( إنه رمضان يا عزيزتي القطة..
لو لم أشعر بالجوع ما شعرت بك..
هذه روعة الشهر الكريم
و ما أكثر روائعه
و في روعته رحمة حتى بالحيوان