[حكايه صمت]

ينتظر أن تمنع رابطة الأندية المحترفة في الاتحاد السعودي لكرة القدم التدخين نهائياً في المدرجات خلال مباريات دوري زين السعودي في موسم 2015 في إطار مشروع تحسين بيئة الملاعب السعودية الذي انطلق في منتصف الموسم الحالي، في كل من: ستاد الملك فهد الدولي، ستاد الأمير فيصل بن فهد، ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية، ستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية، ستاد الأمير عبد الله الفيصل، ستاد الأمير محمد بن فهد، ملعب مدينة الأمير سلمان بن عبد العزيز الرياضية، ملعب نادي الأخدود، وملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية، ملعب مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية.
وأثبتت دراسات في الملاعب الرياضية نُشرت العام الماضي، أن المدخنين يستنشقون 15 في المائة فقط من دخان السجائر، فيما ينتشر 85 في المائة من الدخان المتصاعد في الجو ويهدّد حياة غير المدخنين.




كشف لـ "الاقتصادية" أحمد المصيبيح مدير العلاقات العامة والإعلام في رابطة دوري المحترفين السعودي أن الرابطة وضمن برنامج الأمير نواف بن فيصل لتحسين بيئة الملاعب سيكون من ضمن برامجها في الموسم المقبل البدء بحملة القضاء على التدخين في المدرجات السعودية.
وكشف المصيبيح "منع التدخين في مدرجات الملاعب السعودية سيبدأ تدريجيا حيث سيكون الموسم المقبل توعويا وتثقيفياً فقط في مرحلته الأولى".
وأضاف "المرحلة الثانية ستكون في موسم 2014، حيث سيتم تخصيص مدرجات خاصة للمدخنين، بحيث يتم منع المدخنين من الجلوس في أي مكان".





وزاد "المرحلة الثالثة والنهائية ستكون في موسم 2015، حيث سيتم منع التدخين بشكل رسمي، ولن يسمح بالتدخين في أي من الملاعب الرئيسية، بالإضافة إلى الملاعب التي تحتضن مباريات المسابقة".
وناشد المصيبيح المدخنين في الأماكن الرياضية العامة، وقال "الأب والأخ والابن يحضرون ليستمتعوا، ومن حقهم التمتع بمشاهدة مباريات فرقهم بأجواء نظيفة، لذلك ساهم معنا في ذلك".
الجدير ذكره أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قرر منع التدخين في الملاعب التي تستضيف منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012"، وقال في بيان "أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الاتحاد سيطبق حظرا كليا على استخدام وبيع وترويج التبغ في جميع الملاعب التي تستضيف منافسات البطولة المذكورة".
وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي: "يورو 2012 خالية من الدخان وذلك لاحترام صحة مشاهدينا وجميع الأشخاص المشاركين في البطولة".
وتابع "ندافع عن أقصى معايير الصحة والأمن والراحة في بطولتنا، والتبغ لا يتماشى مع هذه القيم".





في الجانب نفسه، أكد عبدالرحمن المسعد مدير مكتب رعاية الشباب في المنطقة الوسطى أن هناك أمرا ساميا يمنع التدخين في كل الدوائر الحكومية ومنها المنشأة الرياضية، وقال "هناك سلوكيات فردية بالتعاون مع الجهات المختصة سيتم القضاء عليها في أي منشأة ومنها ملاعب كرة القدم".
وزاد "هناك برامج لإقامة ورش تثقيفية بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورابطة دوري المحترفين للقضاء تدريجيا على هذه الظاهرة غير الحميدة".
وفي سؤاله، هل هناك أضرار مادية تضر بالمنشأة من جراء هذا السلوك؟ قال المسعد "نعم، هي أضرار مادية كبيرة تضر والرئاسة ممثلة في الوكالة الفنية ترصد ميزانيات سنوية لإصلاح ما أفسده المدخن في المنشأة الرياضية، ولكن ولله الحمد هي ليست كبيرة".
واعترف المسعد "أخشى من حرائق وخلافه، نحن عملنا احتياطاتنا بالتعاون الدائم مع الدفاع المدني ولم يحصل شيء أخيراً ولكن نخشى.. لذلك أنا مع التوجيه السامي بمنع أي سلوك فردي للقضاء على هذه الظاهرة لتكون ملاعبنا رياضية بأجواء صحية".





كما تمنى سليمان الصقير مدير الصيانة والتشغيل في ستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض أن يتم منع التدخين في المدرجات عاجلا غير آجل، وقال "هناك من هجر المدرجات بسبب المدخنين، وهناك من يتأذى بسبب الدخان".
وأضاف أحد مسؤولي الملعب منذ 28 عاما "أكثر من يتأذى من المدخنين الآباء الذين يحضرون مع أبنائهم، حيث كشف لي الكثير منهم أنهم يتمنون الحضور وخاصة المباريات الكبيرة لكن المدخنين يمنعونهم من الحضور".





واعترف الصقير أن هناك جماهير عديدة تحترم الأغلبية من المدخنين، وقال "تجده يخرج من المدرج حينما يريد التدخين أو يبقى في مكان بعيد".
وأوضح أن إدارة الاستاد تعمد دائما في إطار حملاتها الخاصة بنشر إعلانات تثقيفية للمشجعين وتوعيتهم ببث إعلانات عبر الشاشة الرئيسية تحذر من أخطار التدخين، وقال "هو بجهد شخصي اعتدنا عليه دائماً، والكثير يتجاوب ولله الحمد لكن هناك فئة تفسد على الجميع".
يُذكر أن سليمان الصبي الأمين العام للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" قد طالب العام الماضي، بمنع التدخين في الملاعب الرياضية لعدم تناسبه مع الرياضة أو على أقل تقدير تخصيص مدرجات خاصة للمشجعين المدخنين بملاعب كرة القدم، محذرة من مخاطر التدخين السلبي في ظل تزاحم المشجعين في مدرجات الملاعب، وقال "إن من حق أي مشجع أن يستنشق هواء نقيا بعيدا عن سموم التبغ".





في المقابل، قال عبدالعزيز السناني مدير مكتب رعاية الشباب بمنطقة القصيم إن أكبر ضرر يواجهونه في المنشآت الرياضية بسبب المدخنين تشويه صورة المنشأة أثناء المنافسات الرياضية وبعد المباريات، وقال "لدينا مثلا في ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية 25 ألف كرسي يحتاج تنظيفها إلى أكثر من يوم في بعض المباريات، وخاصة أعقاب السجائر التي يضطر العامل إلى الدخول تحت الكراسي لجمعها وتشويه الكرسي في بعض الأحيان".
وأضاف "حتى دورات المياه لم تسلم من عبث المدخنين، أعقاب السجائر تشوه الصورة للمنشأة بشكل غير حضاري"، مشدّداً "لا ننسى الأضرار الصحية للمشجعين غير المدخنين".
وتمنى السناني أن تبدأ حملات مبرمجة للقضاء على هذه الظاهرة، مرحبا بأي تعاون من مكتب القصيم، وقال "نحن في خدمة أي مشروع فيه مصلحة للوطن والمواطن ونتشرف بذلك".