المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرأت لكم : ليس قدرا


محمد سعد.
02-28-2014, 11:50 PM
ليس قدرا
بقلم : ايمان حمدان
المصدر : السفير الثقافي
تنسيق : محمد سعد
يصعب تصديق خبر خروج قاتل رلى يعقوب من السجن بحجة البراءة. يصعب تصديق أن قاتل زوجته يقضي بضعة اشهر فقط ثم يخرج حراً فخوراً بحريته وبما فعله. من يضمن انه لن يقتل ثانية وثالثة. كيف لا، اذا كان ثمن القتل لا يتجاوز السجن لبضعة أشهر؟
بعض وسائل الاعلام تنقل الخبر بحيادية كأنه خبر عادي وذلك بحجة الاعتدال والاتكال على القضاء. لكن القضاء في العالم هو مرآة للمجتمع وليس خارجه. كيف يخرج رغم موقف الجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني؟ وإن لم تستطع عائلة يعقوب الاستمرار في الدعوة ـ فأين الحق العام؟
لكن ماذا لو كانت رلى يعقوب هي قاتلة زوجها؟ هل كانت نجت بعد اشهر من ارتكابها الجريمة؟ ماذا لو كانت منال عاصي هي التي حملت طنجرة الضغط وراحت تدق رأس زوجها بها حتى مات؟ كيف ستأخذ العدالة مجراها حينئذ؟ لكن الرجال هم القاتلون والضحايا هم النساء، نساء العائلة والحرمة والشرف والبيت. ضحايا منظومة من الأخلاق والمفاهيم التي يحميها القضاء ويدافع عنها رجال القانون ورجال الدين والسياسة وقيم العائلة لتبرئة الاجرام. رغم معرفتهم بما يقوم به الزوج، لا يدخل أحد من الحي بيت منال عاصي لأن للبيت حرمة.... بل للقتل حرمة في لبنان... قتل نساء الأسر والبيوت والعائلات.
هكذا سيزداد عدد ضحايا القتلة. عدد الزوجات المقتولات. كيف لا وكل منهم يستطيع القول: أنا رجل وليس لأي كان ان يملي علي ما افعله، ليس لأي كان ان يعاقبني. أنا رجل وأنا قوام على ضحيتي، والشرع والقانون يجيزان لي تأديبها! ستردد جوقة القيم العائلية والدينية من بعده: هي امرأة ماذا فعلت يا ترى كي تُفقده صوابه هكذا؟ إنها ليست فقط الأواني المنزلية وعصا التنظيف هي التي تقتل النساء بل اخلاق العائلة التي تحملها الأم والإبنة والأخ والأب والقيم والعيب والصمت والتستر. كلها تجتمع لقتل امرأة. ليس صدفة ان تكون أدوات القتل هذه هي نفسها مواد دعائية وخطابية موجهة دائماً إلى المرأة.
ليس من العدل في شيء ان نقف على مساحة مشابهة من الموت كذلك من الحياة. اقل ما يمكن القول في موقف كهذا انه مطعّم بالذكورية والانتهازية التي تتلطى خلف الاعتدال سياسة لتغطية موقف يتجاهل حق الفرد المرأة بالحياة، حقها أن تكون اولاً وأن يحميها القانون. إنه ببساطة موقف لا يصفق سوى للموت. ونحن لا نريد الموت. لن نكون شاهدي زور على الموت ولا على التمييع ولا على الصمت ولا على الادّعاء بالاعتدال ولا على القبول بما يجري كأنه قدر. لا انه ليس بقدر، إنه قرار ونحن مسؤولون.
تُقتل منال بدم بارد. يقتلها زوجها كما يقتل حشرة مزعجة. لا يهمه الأهل ولا الشارع ولا الحي ولا الأولاد. يبدو انه لا يهمه القانون ايضا. لا بد انه علم بخروج قاتل رلى يعقوب من السجن بريئاً من تهمة القتل. لم لا ومقال روان عزالدين في جريدة الاخبار مر مرور الكرام. لم يسأل احد من القضاء ولا من المجتمع المدني ولا من رجال السياسة من هو ذلك القاضي الذي قال “المرأة مش بس بدها ضرب بدها سحل” وكيف يُسمح له أن يبقى في سدة القضاء؟ المجتمع المدني يسعى بإقرار قوانين حماية المرأة من العنف الاسري، لكن كيف للمرأة المواطنة - الفرد التي منحها دستور بلادها حق المساواة وحق الحماية، ان تثق بشخص كهذا من المفترض ان يطبق العدالة، وأن تتجرأ على ان تستجير بالقانون والقضاء حين تُظلم وتُعنف؟ كيف يمر كل ذلك ولا من يسأل. ماذا بقي لنا في هذا الوطن الذي شوهه البنيان والاسمنت والعمران والحروب الاهلية والكره والتلوث، سوى الحفاظ على قيمة الانسان، على الحرية الشخصية، على حرية التفكير والتعبير. ماذا بقي لنا في بلد نُقتل فيه كل يوم لا لسبب سوى لأننا كنا بالصدفة هناك، أو لأن احداً في كهف ما لا يريد لنا الحياة. ماذا بقي من الدستور الذي اقر بمادته السابعة مساواة الجنسين، والذي لم يعد احد يذكره سوى للتنصل من مسؤولياته وللتأكيد على غرائزه وحاجاته ولحماية مصالحه ومصالح جماعته الضيقة (الجماعة الضيقة والمصالح الضيقة).
وحين نسأل اليوم اين اصبح لبنان منذ البيان الوزاري عام 2009 بما يخص مكافحة العنف ضد المرأة، وتحديداً العنف الاسري، سيقول أحدهم إن القانون قد أقر. بالطبع ربما اقر في وقت كانت قد لفظت فيه رلى يعقوب انفاسها الاخيرة. اقر ثم ماذا؟ قتلت منال بعد أشهر! ماذا سيأتي بعد ذلك؟ هل سيصبح القانون حبراً على ورق في وقت نشهد قضاة يقولون إن المراة تستحق السحل لا الضرب فحسب؟ ثم اذا كان الجسم القضائي تنفث فيه سموم من هذا النوع القاتل (رغم ان 40% من الجسم القضائي في لبنان اناث) من سيدافع عن تطبيق القانون اذاً، وهل تستطيع جمعيات المجتمع المدني مثل جمعية كفى مثلا القيام بالمهمة وحدها؟
في عام 1994، ان لم تخني الذاكرة، قمت بتحقيق نشرته في ملحق النهار حول النساء المعنفات. الحالات التي قابلتها تنتمي إلى طبقات تعيش ما دون خط الفقر. أولئك النساء المعنفات وصل بهن الوضع إلى ان يمتهنَّ البغاء من اجل لقمة العيش. اكتشفت حينها ان المكان الذي يؤوي تلك النساء هو المكان الوحيد من نوعه في لبنان. لا يوجد مكان للمعنفة تلجأ اليه. ولا يعد بيت الاهل بالمكان المناسب حيث ان عادات العائلات وتقاليدها ترغم المرأة المعنفة على العودة إلى بيت زوجها بحجة السترة والعيب وكي لا “تخرب بيتها” كأن البيوت تعمر في وجود العنف. معظم حالات عودة النساء المعنفات إلى بيوتهن يعقبها عنف أقوى من الزوج يصل في حالات كثيرة إلى القتل. الصمت والتستر وعودة الزوجة إلى معنفها هي اسرع طريق إلى موتها.
يكفي وقاحة، يكفي عهراً. هذا البلد الذي تسممت اوصاله وأطرافه وقلبه وزواياه ولم يبق لنا فيه سوى جزر افتراضية نصرخ منها رفضنا لما آلت اليه حرية الفرد وكرامته وسيادته لنفسه امرأة كانت ام رجلاً. ثم رفضنا للوضع المأساوي اين يذهب؟ الكلام اين يذهب؟ كل هذا الكلام اين يصب؟ أفي مقابر افتراضية، لا يرمى عليها زهرة ولا يُنظر اليها بأي شعور بالخسارة؟ كلماتنا وحدها تحمل أساها.
ها نحن هنا، رهائن في نفق لم نصنعه نحن، بل صنعه مَن امتلك السلطة والمال والخطاب الديني. نحن لا نملك أياً من تلك، لا نملك سوى الرغبة في بناء وطن يتسع ليس لنا فحسب، بل للمختلف أيضا، معنا.
حتى الذين يدافعون ودافعوا عن الرياضية اللبنانية جاكي شمعون بسبب عريها، يودون قول شيء آخر. يريدون قول ثمة نهج فاسد إلى ابعد الحدود، وجرائم وفساد وسوء استغلال سلطة وغياب تام لأية اخلاق سياسية على قمة هرم السياسة اللبنانية. يريدون القول إن ما قامت به شمعون هو شخصي. يريدون إعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله، حرية الفرد إلى الفرد، وليس إلى شيخ أو نائب أو وزير أو رجل دين يدّعي تمثيل الله على الارض. إلى الفرد وليس إلى أحد غيره يصادر حريته وينوب عنه. انتفى حق الفرد في ان يكون فرداً في لبنان لكن أيضاً انتفى الحق العام في أن يكون شرعياً وحقاً وأن يحمي كل فرد منا. بقي حق القبيلة والطائفة والمذهب وما يتبعه وباسمه من “حق” في القتل والدمار والموت... فقط.
كم من النساء سيقتلن بعد، قبل رفع معالجة الموضوع من “الترقيع” إلى مستوى قانوني صرف يعمل فيه المشرعون على قوانين تحمي المرأة فعلا لا قولا من العنف المنزلي. تحميها أيضاً من قوانين أخرى ما زال معمولا بها تحت غطاء الشرف أو حرمة البيت. نحن النساء لا نريد للبيت حرمة ولا للشرف حرمة ما دامت تلك الحرمات لا تفعل شيئاً سوى مزيد من قتلنا وترويعنا وإخافتنا. إنها حرمة السلطة والقتل فرضها الرجل على المرأة. كفى!
ليأخذوا نفطهم وسلطتهم وكراسيهم ودينهم وقداستهم ووسخهم وشجاراتهم العلنية في الميديا وخارجها. ليأخذوا معهم بعيدا عنا هؤلاء الذين لا موقف لهم لأن اللاموقف، في ظرف كهذا لا يغدو كونه ترويجاً للموت. اللاموقف هو تماماً مشابه للصمت ازاء البراميل والسحل وتعذيب السجناء وكم الأفواه.
ليبعدوا سمّهم عنا. كفى!

الشفق
03-01-2014, 12:59 AM
فعل مؤلم
استاذ محمد سعد
ويبقى التاريخ تفجعنا اغلب صوره
شكرا لك بلا حدود
مودتي
،
الشفق
*****

اوركيد
03-01-2014, 01:16 AM
قال صلى الله عليه وسلم ,, ( استوصوا بـ النساء خيراً فأنهن خُلقن من ضلعٍ أعوج )

والمعروف انه لآبد من الاعوج أن يليه نقص فقد تسيء بعض الاحيآن لكنّ ورغم ذلك دعآ الرسول وهو أطهر من وطأ الثرى

عليه صلوات الله وسلآمه إلى الرفق بهن ( رفقاً بـ القوارير ) ,,

للأسف استاذ / محمد سعد ..

في اعرافنآ الشرقيه ,,

يُعطى الرجل فوق مآ يستحق كونه ( رجل ) وتُعطى المرأه أقل ممآ تستحق لأنهآ ( مرأه )

وهكذا في بيئة الاهل ثم بيئة الزوج وحتى إلى الأبناء ,,

وهكذا تدور عجلة الزمن والمعروف دوماً أن الاعراف اشد علينا من الدين نفسه ولآ نستطيع الانفكآك من قيودهآ ,,

في مجتمعي الشرقي .. رفقاً بهآ لم تتزوج وكأن الزوج هو ذآك العصا السحريه ,, هو ذآك المستقبل الزآخر ,,

حتى انهم لآ يكترثون للتعليم ولآ العمل لأن الزوج جآ خلاص ( زوجوهآ )

اما الآن ومن وآقع اعيشه ارى ان الفتيآت اصبحوا اكثر نضجاً ولن تقتصر حيآتهآ ولن تتوقف على رجل او لـ رجل ,,

الاحترآم موجود ولكن الإمتهآن مرفوض ,, الضمآن الاولى الشهآده والوظيفه ,, وحلّ علآج تلك المشكلآت التي تصل للقتل

ان نخرج من إطآر سي السيد ,, ورجآل البيت ,, وان نقف وقفة إحترام بين الطرفين .. وان ننظر للمرأه أنها

اُما وزوجه واختاً وإبنه ,, أن ننزع من تفكير بنآتنآ واخواتنآ ان هذا الزوج هو الآداه السحريه لـ تحقيق رغبآتك ,,

وتلبية مستلزمآتك ,,أن نوعّي كل فتآه ان الطلآق حُلل من فوق سمآوات سبع .. وأنه مآ كان عيباً هناك صحابيات

تعرضن للطلآق .. وان يستوعب الآهالي ان كلآم الناس ليس إلا هباءً منثورا تذروه الريآح مع الايام ,,

أن تعيش مطلقه كريمه ولا زوجه ذليله .. ان تموت على الاقل بـ كرآمه ,,



آوركيد

ملائكيه
03-01-2014, 01:54 AM
الظلم ظلمات
ويبقى حق المراه مهضوم
يعطيك العافيه محمد سعد
طابت اوقاتكك

قلم لاينكسر
03-01-2014, 05:08 AM
ممكن يوجد هضم لحقوق المرآه ببلدي وارجاء الوطن العربي .. لكن ان تُزهق روحها ولايكون هناك قصاص وردع لااعتقد وان كنت اقصد في وطني .

الف شكر لك .

محمد سعد.
03-01-2014, 06:10 PM
قال صلى الله عليه وسلم ,, ( استوصوا بـ النساء خيراً فأنهن خُلقن من ضلعٍ أعوج )

والمعروف انه لآبد من الاعوج أن يليه نقص فقد تسيء بعض الاحيآن لكنّ ورغم ذلك دعآ الرسول وهو أطهر من وطأ الثرى

عليه صلوات الله وسلآمه إلى الرفق بهن ( رفقاً بـ القوارير ) ,,

للأسف استاذ / محمد سعد ..

في اعرافنآ الشرقيه ,,

يُعطى الرجل فوق مآ يستحق كونه ( رجل ) وتُعطى المرأه أقل ممآ تستحق لأنهآ ( مرأه )

وهكذا في بيئة الاهل ثم بيئة الزوج وحتى إلى الأبناء ,,

وهكذا تدور عجلة الزمن والمعروف دوماً أن الاعراف اشد علينا من الدين نفسه ولآ نستطيع الانفكآك من قيودهآ ,,

في مجتمعي الشرقي .. رفقاً بهآ لم تتزوج وكأن الزوج هو ذآك العصا السحريه ,, هو ذآك المستقبل الزآخر ,,

حتى انهم لآ يكترثون للتعليم ولآ العمل لأن الزوج جآ خلاص ( زوجوهآ )

اما الآن ومن وآقع اعيشه ارى ان الفتيآت اصبحوا اكثر نضجاً ولن تقتصر حيآتهآ ولن تتوقف على رجل او لـ رجل ,,

الاحترآم موجود ولكن الإمتهآن مرفوض ,, الضمآن الاولى الشهآده والوظيفه ,, وحلّ علآج تلك المشكلآت التي تصل للقتل

ان نخرج من إطآر سي السيد ,, ورجآل البيت ,, وان نقف وقفة إحترام بين الطرفين .. وان ننظر للمرأه أنها

اُما وزوجه واختاً وإبنه ,, أن ننزع من تفكير بنآتنآ واخواتنآ ان هذا الزوج هو الآداه السحريه لـ تحقيق رغبآتك ,,

وتلبية مستلزمآتك ,,أن نوعّي كل فتآه ان الطلآق حُلل من فوق سمآوات سبع .. وأنه مآ كان عيباً هناك صحابيات

تعرضن للطلآق .. وان يستوعب الآهالي ان كلآم الناس ليس إلا هباءً منثورا تذروه الريآح مع الايام ,,

أن تعيش مطلقه كريمه ولا زوجه ذليله .. ان تموت على الاقل بـ كرآمه ,,



آوركيد

عزيزتي
ارى ان المرأة هي نفسها ساهمت في وضعيتها او لربما هي التنشئة التي روضتها على الخضوع
ونكران الذات وساجد الاثر فيك ـ عزيزتي ـ من كلماتك الموظفة
من سياقات كتابتك بل حتى من ضمير نون النسوة تسهو عنه المرأة لخوف يسكنها من غضب الرجل
حين كنت اعد الماجيستر كان أحد اساتذتي يكره القدحية الموجودة في خروج المرأة من ضلع آدم الاعوج
كان يقول اذا سلمنا بالاسطورة لماذا يتم تغييب المرآة الاولى ــ ليليت ـ المخلوقة من طين كآدم ؟
وحتى لو تم خروجها من هذا الضلع فهل يملك آدم في صدره غير اضلاعه العوجاء التي ابدعها الله حفاظا وحنوا على قلبه
فهل كان سيستقيم قلب باضلاع مستوية كضلع الكتف مثلا ؟
اما عن الطلاق فهو التناقض المهيمن في عقل الرجل الشرقي الذي يريد ان يكون من انانيته اولا في كل شيء ولن يكون
فمن لم يتزوج اليوم حبيبته فهو حتما سيتزوج حبيبة غيره والمطلقة عندي خير الف مرة من انثى تقضي حياتها بالطول والعرض
ثم تقوم بعملية رتق ارضاء لغرور رجل يشتهي الدم وافتراس انثاه
اومن بحياة المرأة باحساساتها وحياتها الحميمية ولا ينكر عليها هذه الحميمية الا سياف جاهل ما لفه الزمان في معرفة
اعتز بك وبردك

محمد سعد.
03-01-2014, 06:11 PM
الظلم ظلمات
ويبقى حق المراه مهضوم
يعطيك العافيه محمد سعد
طابت اوقاتكك

لانها ارتضت الهضم وعليه تعودت فاستكانت
ودي

محمد سعد.
03-01-2014, 06:19 PM
ممكن يوجد هضم لحقوق المرآه ببلدي وارجاء الوطن العربي .. لكن ان تُزهق روحها ولايكون هناك قصاص وردع لااعتقد وان كنت اقصد في وطني .

الف شكر لك .

عزيزتي
اقرئي ثم احكمي كما شئت


رجاء الحكمي دافعت عن شرفها فإستحقت حكماً بالإعدام .. القصة الكاملة (فيديو



http://ml7n.com/up//uploads/images/domain-60c354d9f6.jpg


في لحظة حاسمة وجدت رجاء علي منصور سيف الحكمي 29 عاماً ، نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما .. إما التفريط بعرضها والقبول بانتهاك شرفها ، أو الدفاع عن شرفها وشرف أسرتها ولو أدى ذلك إلى استخدام السلاح وإطلاق النار فاختارت الثاني وهي تعلم يقيناً أن كل القوانين والشرائع والأعراف تقف إلى جانبها .. غير أن الخيار ونتيجة لاختلال الموازين العدالة يوشك أن يوصلها إلى موت محتوم.

رجاء كانت قد تزوجت من رجل لدية زوجة وأطفال فأجبره والدة على تطليقها فوراً وعادت لتعيش مع والدها البالغ من العمر 80 عاماً ووالدتها في منزلهما الكائن في " قرية - البرقة - حزم العدين - محافظة إب " وشقيقتيها مما أسال لعاب ذئب بشري يُدعى عبد السلام عبد الجبار عبد الله مثنى .. أستغل وحدتها مع والديها المسنين وفي جوارها شقيقتين ، هما وظل يتردد كل ليلةٍ إلى جوار المنزل طمعاً بالدخول إلى غرفة رجاء ، والتمتع برغبته غير المشروعه ، غير أن ،" رجاء " كانت صلبة وبنت ناس تستنفر طاقتها كل مساء لإغلاق المنزل بإحكام حتى لا يتسلل هذا الرجل .. غير أنه تمادى في غيه ورغبتهِ المجنونة .. وفي ليلة الأربعاء الموافق 20 من أكتوبر عام 2010 م ، عقد عبد السلام العزم على اقتحام المنزل مهما كلفة ذلك .. وأصطحب معه مسدساً وقصد المنزل ، وأقترب من نافذة الغرفة وحاول الدخول إلى مخدع " رجاء " عازماً على هتك عرضها وانتهاك شرفها .

أصيبت رجاء بالرعب والفزع من هذا التطور غير المتوقع بعد أن شاهدت الجاني يوجه ضوء تريك ليزر نحو غرفتها ويحاول أن يوجد له فتحة في النافذة كي يدخل منها فلجأت إلى سلاح أبيها وعمرته وتأهبت للمقاومة ، وكان هو على النافذة يوشك على الدخول ، فلم تجد أمامها سوى إطلاق 6 طلاقات صوب جسده فسقط على الأرض قتيلاً .. تجمع أهالي القرية إلى جوار البيت وعندما رأوه قتيلاً .

اتصلوا بأهلة فتواجد أهل القتيل أمام منزل رجاء وأخذوا الجثة الساعة الثانية بعد منتصف الليل تحت تهديد السلاح رغم اعتراض الأهالي على أخذ الجثة إلا بوجود الأمن و لم يكتفوا بذلك بل اقتحموا منزل رجاء ودخلوا إلى غرفتها وهم يزبدون ويرعدون وفي الصباح تواجد وتم القبض على رجاء ووالدها والذي أستمر سجيناً لمدة خمسة أشهر, رفعت القضية على المحكمة الابتدائية وحكمت عليها المحكمة بالسجن سنتين ودفع الدية, ورغم أنه حكم قاس عليها لم يقتنع به أهالي القتيل وقاموا باستئناف الحكم لتصدر محكمة استئناف إب حكما قضى بإعدام "رجاء" الضحية التي دافعت عن شرفها وعرض أسرتها , مما جعل الرأي العام وطائفة من الحقوقيين والناشطين يستهجنون هذا الحكم ويستنكرونه بشدة متسائلين ماذا كان على رجاء ان تفعل في تلك اللحظة المجنونة , وكيف حولتها المحكمة من ضحية دافعت عن نفسها وشرفها على مجرم يستحق الإعدام .
في مسرح الجريمة
حرصت على كشف حقيقة ما دار في مسرح الجريمة وقاعات القضاء والتقت أمين علي منصور (أخو) رجاء الذي يتابع قضية أخته وقال للمستقلة أن عبد السلام عبد الجبار مثنى وعمره 37 سنة متزوج وأب لـ5 اولاد وبنتين الكبيرة منهما متزوجة كان هذا الشخص يقوم بأذية الناس والتجسس على بيوتهم ومضايقة نسائهم في آخر الليل وقد قدمت ضده العديد من الشكاوى على مديرية العدين والجهات المختصة وقد تعرضنا لأذيته لأكثر من مرة وهناك الكثير من الشهود على سوء خلقه وقد وصلنا نحن الناس المتضررين من عبد السلام إلى والده قبل أن يموت و قال للناس أنا برئ منه وأي واحد يشوفه عند بيته آخر الليل دمه مباح من قبلي.
و يواصل أمين أخو رجاء حديثه قائلاً , في يوم 20 أكتوبر من عام 2010م والساعة 12 إلا خمسة عشر دقيقة قام عبد السلام عبد الجبار عبد الله مثنى بإيجاد فتحة في احدى نوافذ منزلنا المكون من طابقين لغرض هتك عرض رجاء وكان الوقت مظلما ومن شدة خوفها أخرجت سلاح والدها وأطلقت النار عليه وسقط من المنزل أرضاً ومن خوفها لا تدري ماذا فعلت ! فسمع صوت الرصاص ومن ثم تجمع الناس وجاء عدل القرية (عاقل القرية) محمد علي عمر وقام بإبلاغ أخوة القتيل وهم عبد الله عبد الجبار وعبد العليم ونعمان ووجدوه وهو قتيل ملقى على ظهره وأحذيته خلف حزام بطنه ومعه مسدس وليزر أحمر وأقدامه متجهة نحو نافذة غرفة رجاء .

وفي الصباح تم القبض على رجاء ووالدي الذي يبلغ من العمر 80 سنة وتم حبس والدي خمسة أشهر وبعد التحقيقات مع رجاء ونزول نيابة حزم العدين على مكان الحادثة تم تحويل رجاء على السجن المركزي في المحافظة بعد عشرة أيام من الحادثة.

يواصل أمين الحديث ويقول أن أهالي القتيل نزلوا إلينا وكنا نعتقد أنهم يريدون صلحاً معنا إلا ان نزولهم كان ترهيب الناس لعدم الشهادة ضد قريبهم فاستطاعوا أن يرهبوا بعضاً من الشهود والذين قاموا بتهديد الشهود من أقرباء القتيل.
ويضيف أمين أن نجل القتيل عبد السلام قال في محاضر جمع الاستدلالات في نيابة حزم العدين أن والده كان يخرج آخر الليل بشكل يومي لمغازلة بنات الناس في القرية.
سجن ثم إعدام
ويستمر أمين في حديثه أن المحكمة الابتدائية في حزم العدين حكمت على أخته رجاء بالسجن سنتين ودفع دية القتيل لأهله لأن القتل كان بالخطأ وناتج عن الدفاع عن النفس والحفاظ على شرفها وعرضها غلا أن أهل القتيل وعلى رأسهم عبد العليم الحكمي نائب مدير المجلس المحلي بمحافظة إب وهو ابن أخت القتيل عبد السلام وعبد العليم عبد الجبار وعبد الله عبد الجبار ونعمان عبد الجبار أخوة القتيل وهم تجار استأنفوا الحكم بمحكمة استئناف أب وقد حصلوا على حكم الإعدام لرجاء يوم 25 سبتمبر عام 2012م وكان القضاة الذين أصدروا الحكم هم
1- القاضي عبد الله محمد علي اليوسفي
2- القاضي غالب ثابت صلاح
3- القاضي أحمد علي حسين الواسعي.
وأستغرب أمين على منصور شقيق رجاء إصدار حكم بالإعدام عن قتل الخطأ والدفاع عن النفس وعن العرض والشرف من قبل امرأة خافت على شرفها وعرضها وشرف أسرتها من قبل رجل فقد كل القيم والأخلاق.
ويقول أمين أن حكم الإعدام على شقيقته لم يكن يتوقعه أبداً وخاصة أن شقيقته هي المعتدى عليها إلى منزلها لغرض هتك عرضها وشرفها وأن القتل كان ناتجاً عن خوف وعن حالة دفاع عن النفس.
ويقول أمين لم تقم محكمة استئناف أب في معاينة مكان الحادث الذي تواجد بها الليل عبد السلام لأن معاينة مكان الحادث سوف تكشف وتثبت للعدالة عن الظلم الذي تعرضت له رجاء .. ولكن محكمة استئناف أب أكتفت في طعن محامي أهل القتيل فقط.
سجين يرمي القاضي بالحذاء
وأضاف أمين من الجدير ذكره أن السجناء اندهشوا من حكم الإعدام وقام أحدهم بسب القاضي الناطق بحكم الإعدام , وقال السجين للقاضي أنه خائن ومرتشي وقال : لو كانت هذه الشريفة من بنات الشوارع لحكمت ببراءتها , أما رجاء التي دافعت عن شرفها وشرف أسرتها حكمت عليها بالإعدام.
وقال أمين أن يوم انطق بالحكم على إعدام رجاء حكمت المحكمة في إعدام سبعة أشخاص بنفس اليوم.
القتيل مؤذٍ
وبعودتنا إلى محاضر التحقيقات ودفاع المحامين وشهادة الشهود في القضية وجدنا أن بعض الشهود أكدوا أن اقتيل عبد السلام له سوابق ، حيث ذكر الشاهد عبد الرقيب محمد أن المجني عليه عبد السلام شخص مؤذي وأنه سبق وتعرض بنافذة بيته ليلاً قبل حادثة مقتله بفترة .. كما شاهده متسلق بع رض نافذة بيت (ق.م.) ، وأكد ذلك الشاهد نعمان أن أخواته اشتكين إلية قبل ثلاثة أشهر بأن عبد السلام يأتي ينظر إلى النوافذ .
أما الشاهد محمد نعمان فقد قال : قبل أكثر من سنة شاهدت القتيل عبد السلام في جوار نافذة أحد المواطنين في الساعة الحادي عشرة ليلاً فناداه فهرب ولم يلتفت غليه وبالمثل قال الشاهد عبد الله قائد أنه شاهد قبل ثمانية أشهر عبد السلام عرض منزل أحد المواطنين , وذكر أن عبد السلام هدد مواطنناً بالسلاح وأضاف أن الرجل يتسلق المنازل وأن أمه أخبرته أنه قام بمعاكسة أخواته ولا أحد يستطيع الشكوى خوفاً من بطشه .
وفي ذات السياق ذكرت حيثيات الحكم الابتدائي أن تواجد القتيل في ذلك الوقت المتأخر من الليل أمام منزل رجاء يؤيدنا ذهب إليه الشهود .. أما رجاء فقد اعترفت قائله : أنا لن أقتله عمداً وإنما أطلقت النار .. أريد أن أفجعه لأنه دق عليا الطاقة وأضاء على داخل البيت بالليزر وكنا نقوم برمي من يقوم بذلك بالحجارة .. فهرب وفي تلك الليلة جاء ودق الطاقة ونظر إلى الغرفة التي كنا نائمين فيها أنا وأخواتي يسرى وأفنان فقمت غلقت الطاقة وذهبت الحمام وهو دق مرة أخرى فرجعت وعمرت الآلي وأطلقت النار وعندما سقط على الأرض عرفت أنه عبد السلام.
وعن تقبل رجاء حكم الإعدام عليها قال أمين أن رجاء تقبلت احكم بكل شجاعة وقوة ولم تخف من الحكم وقالت " هذا نصيبي ولكنني أتسائل كيف أعدم وقد دافعت عن نفسي وعرضي وشرفي " وكانت قد قالت في محاضر التحقيق أن عبد السلام يشوه سمعتها بلبن الناس ويتحدث عنها بكلام بذييقول أمين علي منصور أن أخته المحكوم عليها بالإعدام من قبل محكمة استئناف اب تناشد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي رئيس القضاء الأعلى ووزيرة حقوق الإنسان الأستاذة حورية مشهور في أعادة النظر في الحكم الصادر ضدها وإيقاف حكم محكمة الاستئناف الصادر بإعدامها.
وقالت في رسالتها عند طريق أخيها أمين أنا دافعت عن شرفي وعرضي وشرف أسرتي الذي كان يحاول القتيل عبد السلام الذي قتلته عن طريق الخطأ في موقف يتطلب مني الدفاع عن النفس خصوصاً والمعتدي متهجم على منزلنا ويحاول الدخول إلى غرفتي بهتك عرضي.
كما ناشدت رجاء على منصور المنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية والشخصيات الاجتماعية ورجال الدين الوقوف والتضامن معها من أحل أقرار الحق وتحقيق العدالة على حد قولها .
وقد تواصلت مع الاستاذة أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق فسألتها عن الدور الذي يجب أن يقوم به المنتدى في قضية رجاء فإفادة الاستاذة أمل أن المنتدى كلف المحامي عبد السلام راشد في محافظة أب بأخذ توكيل من السجينة رجاء والطعن فيه حكم محكمة الاستئناف ومتابعة القضية.. وقالت الاستاذة أمل الباشا يجب على الاعلام أن يلعب دوراً فاعلاً وكشف الحقيقة للرأي العام .