[سهم المحبه]

.. تقلب في السوق يرزقك الله ..



القصة قديمة جدا من الماضي البعيد ..



بتصرف قلم .. بقلمي .
كان هناك رجل على نياته يعني به بعض طيبة القلب والغفلة نسأل الله السلامة ويعيش معه زوجته وكانت ناصحة وفاهمة وحدث أن أنتهت حاجيات البيت من (الميرة) يعني المواد الغذائية فقالت له أذهب الى السوق فقال ومن أين لي دراهم وقد كان فقيرا معدم . فقالت له رح الى السوق ويرزقك الله فرد مرة اخرى لا يوجد لدي أي شي فكيف أروح الى السوق . طبعا كانت الاسواق ايام زمان اسواق يومية تبدأ عند الساعة الخامسة صباحا يعني بعد الفجر وتنتهي قبيل العصر او بعده بشوية ثم ينتقل السوق الى مكان اخر وكانت الاسواق بأسماء الايام وكل قبيلة لهم سوق بأسم يوم معين مثلا السبت . الاحد . الاثنين . الثلاثاء . الاربعاء . الخميس . الجمعة . وكل يوم من هذه الايام فيه سوق في أرض قبيلة من القبائل . طبعا الكلام عن منطقة العرضيتين . المهم هذه الزوجة ألحت على زوجها بأن يذهب الى أحد الاسواق المذكورة . وهو يعتذر لعدم وجود أي دراهم لدية . فقالت له أذهب الى السوق وتقلب يرزقك الله . طبعا كان قصدها بكلمة تقلب يعني حاول أن تحصل على أي دراهم من السوق بأي شكل من الاشكال المباحة طبعا . او يتدين من التجارة لوقت أخر . المهم أصرت عليه .
فذهب الى السوق وعند أقتراب صلاة الظهر ذهب هذا الرجل الى وسط السوق وتمدد في الارض وصار يتقلب على جنبية وبطنه وظهره عدة قلبات فرأه رجل محنك وقد رأه الكثير من الناس فأقترب منه وسأله مع ان الباقي ممن رأه يضحك لعفوية هذا الرجل وعدم أدراكه لما يفعله . سأله ذلك الرجل المحنك
وقال له لماذا تفعل هذا الفعل وقد أخذه على جنب وبعيدا عن الانظار فقال له يا أخي طلبت زوجتي مني مقاضي وقالت رح الى السوق فقلت لا يوجد معي دراهم فقالت تقلب في السوق يرزقك الله . وتشوفني تقلبت في السوق أمام عينك لعل الله أن يرزقني . طبعا كان تقلب هذا الرجل بعيدا عن المقصود من كلام زوجته . فقال له هذا الرجل أن ما أرادت زوجتك ان تحاول تبتاع وتشتري وتكسب بدون أن يكون معك دراهم يعني تشتري بالدين وتبيع بالحاضر وتكسب وتسدد ما عليك وهكذا . وليس أن تتقلب في الارض امام الناس وتفضح حالك هداك الله .
المهم أعطاه هذا الرجل مبلغ (2) ريال وقال له أذهب واشتري ما تحتاجه واذا أحتجت ولا يوجد لديك شي قلي وانا ان شاء الله ما أقصر عليك . طبعا (2) ريال تعني ثروة في ذلك الوقت فقد كان التعامل بالفضة الريال الفرانسي والعربي السعودي ولم يكن هناك عملة ورق . وكان الريال الواحد يعتبر ثروة لمن وجد معه والريالين تعتبر مبلغ كبير لمن يحمل ريالين في ذلك الوقت
ذهب الرجل واشترى ما يحتاجه وزاد معه الشي الكثير وانبسط وذهب الى بيته وزوجته فرحا سعيدا وقال لها ما حدث معه . فعلمت أن قولها كاد له وأكسبه بعضا من المال وعلمت أيضا أن ذلك الرجل ممن لديهم الحكمة والمعرفة والمحبة في الله فأعطى عندما أعطى وهو يعلم ان الذي أعطاه يستحق لحاجته
نسأل الله لنا ولكم أحبتي العفو والعافية والمعافاة والنجاة من النار
تمت والحمد لله رب العالمين

بطلب من العضوة الكريمة

{عجايب الكون}


وهي مهداه لها مع اجمل وارق الامنيات .