آخر 10 مشاركات
اكتشاف تسربات المياه الحل الأمثل للمشاكل المائية في الرياض (الكاتـب : غلا - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10 - الوقت: 06:42 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          كراتين للبيع بالتجمع (الكاتـب : غلا - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7 - الوقت: 06:29 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          الأسر الخضيرية (الكاتـب : المهندس زياد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7 - الوقت: 06:19 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          شركة رش مبيدات بحفر الباطن (الكاتـب : غلا - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          حلم الخطوبة للعزباء (الكاتـب : خالد نجم - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13 - الوقت: 05:39 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          رؤية الغنم في المنام للرجل (الكاتـب : خالد نجم - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8 - الوقت: 05:34 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          تنظيف السجاد في الزمالك (الكاتـب : ايمان - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10 - الوقت: 05:28 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          حلمت ببيت قديم (الكاتـب : خالد نجم - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7 - الوقت: 05:24 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          شراء اجهزة كهربائية مستعملة الكويت (الكاتـب : اسراء رمزي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13 - الوقت: 05:20 PM - التاريخ: 05-14-2024)           »          أفضل شركة شراء غرف نوم مستعملة الكويت (الكاتـب : donia - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9 - الوقت: 05:19 PM - التاريخ: 05-14-2024)



إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-20-2012, 04:51 PM   #11
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

العدل في التربية والتعليم (1)بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أقام الإسلام المجتمع على دعائم قوية ثابتة، ومنها: العدل بين الناس على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم.
وقد تعددت مفاهيم العدل بتعدد صوره وأنواعه، ولكن ما يهم الباحث هو مفهوم العدل الاجتماعي الذي عرفه بعضهم بأنّه: "أن يصرف الإنسان أمور نفسه وأمور النّاس على قانون لا عوج فيه ولا زيغ ولا استثناء ولا ظلم ولا محاباة، وأن يسيّر أعماله على قانون إلهي لا تبديل فيه ولا تحويل".
ويقوم العدل الاجتماعي على أساس تعاون أفراد المجتمع، وعلى تكافؤ الفرص أمام الجميع، بغض النظر عما بينهم من فروق في الجنس، أو العرق، أو المستوى الاقتصادي، أو المستوى الاجتماعي...بحيث يتاح لكل عضو الفرص المناسبة تبعا لاستعداداته وقدراته، ثم عطائه بعد ذلك.
ومن أهم مجالات العدل الاجتماعي العدل في التربية والتعليم، والتربية الإسلامية تتميز باهتمامها المتفرد بالعلم والمتعلمين، ومن خلال اهتمامها بالعلم والتعليم أكدت على أهمية الوسائل المعينة على إيجاد بيئة تربوية مناسبة لتحصيل العلم، والمبادئ التي تنظم العمليات التربوية، ومن أهم تلك المبادئ مبدأ العدل، فالتربية الإسلامية تستمدّ جذورها من تعاليم الإسلام السمحة التي تدعو إلى نبذ النظم الطبقية التي تفرق بين البشر دون مسوغ شرعي، والتربية الإسلامية منذ بزوغ فجر الإسلام لم تعرف نظام الطبقات في التعليم، "ولقد ساوى الإسلام بين أبناء الأغنياء والفقراء في التعليم، ومنحهم جميعا الفرص في أن يتعلموا من غير تفرقة بينهم".
ولقد دعا الإسلام إلى تحقيق هذا المبدأ في التربية والتعليم؛ لما يترتب على تطبيقه من آثار تربوية إيجابية كثيرة، تعود بالنفع للفرد والمجتمع بأكمله، وتتنوع ملامح وصور هذا المبدأ في التربية الإسلامية، ومن أبرز هذه الملامح والصور ما يلي:
أولا - العدل بين المتعلمين في المعاملة:
ويقصد بالعدل في المعاملة: أن تعامل المؤسسة التربوية جميع المتعلمين معاملة قائمة على الحق والعدل لا على المكانة الاجتماعية أو الحالة المادية، بمعنى أن يعامل الأغنياء والفقراء وذوو النفوذ والمكانة معاملة أفراد المجتمع من حيث إتاحة الفرص للتعلم، وتوزيع النظر والاهتمام بهم، والشفقة عليهم والجلوس في مكان بارز ليروا المعلم جميعا، وأن يكون التفاضل بينهم قائما على أساس مستوى المتعلم وما يحققه من تقدم في تحصيله دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
فالتربية الإسلامية تنظر إلى البشر كلهم على اختلاف شعوبهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم، وعلى اختلاف منازلهم الاجتماعية، والأعمال التي يقومون بها، والمال الذي يملكونه، على أنّهم كلهم عباد لله، أصلهم واحد، وخالقهم واحد، فلا تفاوت بينهم في الكرامة الإنسانية، وفيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
وبناء على هذه النظرة سوَّت التربية الإسلامية في الحقوق بين الناس جميعا، بين الرجال والنساء، والأغنياء والفقراء، وأصحاب المراتب وعامة الناس، فكلهم أمام الحق والحقوق والكرامة الإنسانية سواء، أما التفاضل بينهم عند الله فهو بالتقوى والعمل الصالح: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. وأما تفاضلهم في الحياة الاجتماعية فيكون بقدر تفاوتهم في العمل والجهد والخبرة والمواهب والعلم والإنتاج النافع، وغير ذلك مما يتفاوت فيه الناس، ويكون سببا في التفاضل وتقدير الجهد المبذول لمنفعة الناس.
عن رفاعة بن رافع t؛ أن النبي r قال لعمر رضي الله عنه: ((اجمع لي قومك))، فجمعهم، فلما حضروا باب النبي r دخل عليه عمر فقال: قد جمعتُ لك قومي، فسمع ذلك الأنصار، فقالوا: قد نزل في قريش الوحي، فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم، فخرج النبي r، فقام بين أظهرهم. فقال: ((هل فيكم من غيركم؟)) قالوا: نعم؛ فينا حليفنا وابن اختنا وموالينا. قال النبي r: (((حليفنا منا، وابن اختنا منا، وموالينا منا، وأنتم تسمعون: إن أوليائي منكم المتقون؛ فإن كنتم أولئك فذاك، وإلا فانظروا، لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالأثقال فيعرض عنكم))...الحديث.
وعن ابن عباس قال: ((لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}حتى بلغ:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}فيقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك! فليس أحدٌ أكرمَ من أحد إلا بتقوى الله)).
وعن يزيد بن الأصم t قال: قال ابن عباس: ((ما تعدُّون الكَرَم؟ وقد بَيَّن الله الكَرَم، فأكرمُكم عند الله أتقاكم، ما تعدون الحَسَب؟ أفضلكم حَسَباً أحسنكم خُلُقا)).
وبناء على هذه النصوص وغيرها التي تدعو إلى المساواة الإنسانية وعدم التفاضل بين البشر إلا بالتقوى، نادى عدد من المربين المسلمين بإنصاف المتعلمين والعدل بينهم في المعاملة كحق من حقوقهم في التعلم، فهذا الآجري يقول: "ويعتقد الإنصاف إن كان يريد الله بتلقينه القرآن، فلا ينبغي أن يقرب الغني ويبعد الفقير، ولا ينبغي له أن يرفق بالغني، ويخرق بالفقير، فإن فعل هذا فقد جار في فعله فحكمه أن يعدل بينهما".
كما نادى ابن جماعة بهذا المبدأ مطالبا المعلم "ألا يظهر للطلبة تفضيلَ بعضهم على بعض عنده في مودّة أو اعتناء، مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة أو تحصيل أو ديانة، فإنّ ذلك ربما يوحش منه الصدر وينفر منه القلب". وهذا إشارة منه إلى الآثار التربوية والنفسية السلبية المترتبة على عدم المساواة بين المتعلمين، وتفضيل بعضهم على بعض دون مبرر مقبول.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:52 PM   #12
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

العدل في التربية والتعليم (2)ثانيا - العدل في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص:
ومن مجالات العدل في التربية والتعليم تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وهو"يعني: حق كل فرد في النمو في مجالاته المتعددة الأوجه، وحسب ما تسمح به قدراته وإمكاناته واستعداداته، مع توفير مستقبل آمن له". ويعني في مجال التربية والتعليم: "توفر جميع الأطفال المتعلمين والتلاميذ على نفس الإمكانيات والمؤهلات المادية والاجتماعية والثقافية وغيرها بدون تفاوت بينهم، ولا تمييز لا في اللون، ولا في الجنس، ولا في الدين".
وأشار بعض الباحثين إلى أن مصطلح تكافؤ الفرص يعني: أن "يتاح لكل فرد فرصة التعليم على أساس متكافئ، دون قيد أو تمييز بسبب الوضع الاجتماعي أو الغنى والفقر أو الدين أو العرق والسلالة، وهذا يعني أن يكون التعليم متاحا للجميع".
وفي منهج التربية الإسلامية نجد أن تكافؤ الفرص ركيزة من ركائز الفكر التربوي الإسلامي، وهو نتيجة حتمية لمبدأ العدل والمساواة في الإسلام وثمرة من ثمراته، فالمسلمون متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بين عربي وعجمي، ولا بين أبيض ولا أسود، بل كل بمقدار عمله، وما يميز المسلم عن غيره هو ما يتحلى به من تقوى الله جل وجلاله، وما يبذله من جهد، وما ينتجه من أعمال.
فتهيئة الفرص التعليمية في الإسلام تتناول كل الطبقات والأفراد حتى ذوي العاهات، فالكل له الحق في التعلم على الدولة وعلى المجتمع.
ومن حق كل طفل في المجتمع المسلم الراشد العادل أن يجد العلم والصحة ويجد بعد ذلك الفرصة للعمل، بحسب طاقته وموهبته وإمكاناته، ولا ضير بعد ذلك إن حصل التفاوت؛ لأنه تفاوت طبيعي لا بد منه؛ لأن الله تعالى لم يخلق الناس نسخا مكررة. وهذا يعني أن تكافؤ الفرص في منهج التربية الإسلامية لا يعني التساوي في كل الأمور؛ فالإسلام يقر التفاوت والاختلاف في المواهب والاستعدادات، فلا بد من التنوع والاختلاف الذي يسمح بالتكامل والتعاون.
عن أبى هريرة قال : سئل رسول الله r أيّ النّاس أكرم؟ قال: ((أكرمُهم عند الله أتقاهم)). قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: ((فأكرم الناس يوسف نبيّ الله بن نبيّ الله ابنُ خليلِ الله)). قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: ((فعَنْ معادن العَرَب تسألوني؟)). قالوا: نعم. قال: ((فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فَقِهوا)).
وكان مبدأ تكافؤ الفرص أمراً مقرّراً في المجتمع الإسلامي، وقد اتسعت دائرته "في حياة الأمة الإسلامية، فشملت كل مواطن يعيش في الدولة الإسلامية، ومن هنا تضافر على إنشاء الحضارة الإسلامية كنوز الفكر الإنساني من جميع الأجناس والألوان واللغات وانصبت في حياضها ثمرات قرائحه على مدى العصور والأزمان، فكانت حضارة إنسانية عامة، لا تختصّ بجنس دون جنس، ولا بلغة دون لغة، ولولا هذه النظرة الإنسانية الشاملة للمواهب البشرية لما وصلت الحضارة الإسلامية إلى الشأو الرفيع الذي وصلت إليه".
العوامل التربوية الميسرة لتحقيق العدل في التربية والتعليم:
من العوامل التربوية الميسرة لتحقيق العدل ما يلي:
1.الإيمان بالله تعالى وتقواه، ومراقبته في السر والعلن في كل قول أو عمل، وهذا ما يدفع المرء إلى مقابلة السيئة بالحسنة، والعدل مع القريب والبعيد، والصديق والعدو في حالتي الرضا والغضب.
2.تحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من أمور الحياة.
3.ترغيب النفس بما أعدّ الله لعباده العادلين من خير عظيم في الدنيا والآخرة.
4.التأمّل في عواقب الظلم وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع، واستشعار أحوال الظلمة يوم القيامة، وندمهم على ظلمهم الخلائق.
5.مجاهدة النفس لتطهيرها وتزكيتها من الرذائل والتخلص من الحسد الذي يعدّ من أعظم أسباب الظلم والعدوان.
6.التحلي بالأخلاق الفاضلة التي تعين على معاملة الناس بالعدل.
7.الابتعاد عن العصبية والهوى وعدم التحيز.
ويجب أن يعلم أنّ في توطيد العدل ومحاربة الظلم والحيلولة دون وقوعه إقراراً للأمن وتحقيقاً للمساواة بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يُمَكِّن كُلَّ فردٍ من الوصول إلى حقه دون مشقة وعناء، وإذا فقد العدل أكل الناس بعضهم حق بعض، وسادت الفتن، وكثرت الجرائم والمنكرات، وأصبح كل فرد من أفراد المجتمع عرضة لاعتداء الأشرار، وضعاف النفوس، فتفقد الحياة بهجتها وجمالها.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:53 PM   #13
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

آداب المشاورة في السنة النبويةمن الأمور المهمة التي لا غنى للناس عنها في حياتهم الاجتماعية التشاور بينهم فيما يمس حياتهم الخاصة والعامة، فالإنسان - مهما كان مركزه الاجتماعي - بحاجة إلى المشاورة، فالحاكم الذي يدير شؤون الدولة بحاجة إليها، وكذلك مدير المدرسة، وربّ الأسرة ونحوهم من الأفراد والجماعات.
والشورى مما جبل الله عليه الإنسان في فطرته السليمة، أي فطره على محبة الصلاح وتطلب النجاح في المساعي؛ ولذلك قرن الله تعالى خلق أصل البشر بالتشاور في شأنه إذ قال للملائكة {إني جاعل في الأرض خليفة}، إذ إن الله غني عن معونة المخلوقات في الرأي، ولكنه عرض على الملائكة مراده؛ ليكون التشاور سنة في البشر وضرورة، وأنه مقترن بتكوينه، فإن مقارنة الشيء للشيء في أصل التكوين يوجب إلفه وتعارفه.
ولما كانت الشورى معنى من المعاني لا ذات لها جعل الله إلفها للبشر بطريقة المقارنة في وقت التكوين.
ولم تزل الشورى في أطوار التاريخ رائجة بين البشر فقد استشار فرعون في شأن موسى عليه السلام فيما حكى الله عنه بقوله: {فماذا تأمرون}. واستشارت بلقيس في شأن سليمان عليه السلام فيما حكى الله عنها بقوله: {قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون}، وإنما يلهي الناسَ عنها حبُّ الاستبداد وكراهية سماع ما يخالف الهوى، وذلك من انحراف الطبائع وليس من أصل الفطرة، ولذلك يهرع المستبد إلى الشورى عند المضائق.
وللمشاورة فوائد عدّة منها: أن المشاوِر إذا لم ينجح أمره علم أن امتناع النجاح محض قدر فلم يلم نفسه. ومنها أنه قد يعزم على أمر فيتبين له الصواب في قول غيره، فيعلم عجز نفسه عن الإحاطة بفنون المصالح. قال علي بن أبي طالب y (الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه). والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم. وقال بعض الحكماء: ما استنبط الصواب بمثل المشاورة؛ ولا حصنت النعم بمثل المواساة’ ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر.
ومن الأدلة الدالة على أهمية المشاورة ما رواه المصنف عن عمرو بن دينار قال: قرأ ابن عباس: (وشاورهم في بعض الأمر) فقوله تعالى لنبيه r (وشاورهم في الأمر) تُغني عن كلّ شيء، فإنه إذا أمرَ اللّه سبحانه وتعالى في كتابه نصّاً جليّاً نبيّه r بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق فما الظن بغيره؟ وعن الحسن y قال: (والله! ما استشار قومٌ قطّ إلاّ هُدُوا لأفضل ما بحضرَتهم، ثم تلا: (وأمرهم شورى بينهم).
ويتأكّدُ الأمرُ بالمشاورة في حقّ ولاة الأمور العامة كالسلطان والقاضي ونحوهما والآثار الصحيحة في مشاورة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أصحابَه ورجوعِه إلى أقوالهم كثيرة مشهورة.
قال ابن خوير مندادواجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدنيا، ومشاورة وجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والعمال والوزراء فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها).
ومن آداب المشاورة في السنة النبوية ما يلي:
1 ــ التحري والدقة في اختيار المستشار:
على طالب المشورة أن يبذل ما بوسعه لاختيار المستشار المناسب الذي يثق بدينه وخبرته وحذقه في المجال الذي يريد أن يشاوره فيه، قال النوويواعلم أنه يُستحبّ لمن همّ بأمر أن يُشاور فيه مَن يَثقُ بدينه، وخبرته، وحذقه، ونصيحته، ووَرَعه، وشفقته).
ويُستحبّ أن يُشاور جماعة بالصفة المذكورة، ويستكثر منهم، ويعرّفهم مقصودَه من ذلك الأمر، ويُبيِّن لهم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئاً من ذلك.
ويجب التحري والدقة في اختيار المستشار؛ لأنّه مؤتمن (أي أمين على ما استشير فيه)، فمن أفضى إلى أخيه بسره، وأمَّنَه على نفسه، فقد جعله بمحلها، فيجب عليه أن لا يشير عليه إلا بما يراه صوابا، فإنه كالأمانة للرجل الذي لا يأمن على إيداع ماله إلا ثقة، والسر قد يكون في إذاعته تلف النفس أولى بأن لا يجعل إلا عند موثوق به.
عن أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ r لأبي الهيثم: (هل لك خادِمٌ؟). قال: لا. قال: (فإذا أتانا سَبْيٌ، فَأْتِنا). فأُتِيَ النَّبيُّ برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم. قال النَّبِيُّ r (اخْتَر مِنْهما). قال: يا رسول الله! اخْتَرْ لي. فقال النَّبيُّ r (إنَّ المستشارَ مُؤتَمَن، خُذ هذا؛ فإنِّي رأيتُه يُصلِّي، واستَوْص به خيراً). فقالتِ امرأتُه: ما أنتَ ببالغ ما قال فيه النَّبيُّ r إلا أن تُعْتِقَه. قال: فهُو عتيق. فقال النَّبيُّ r (إنّ لله لم يبعث نَبِيّاً ولا خليفة، إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف وتَنْهاه عن المُنْكر، وبطانةٌ لا تَألُوه خَبَالاً، ومَنْ يوقَ بطانة السُّوء فقَدْ وُقِيَ).
وقولهr (إنّ المستشار مؤتمن) معناه: أن المستشار أمين فيما يسأل من الأمور، فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته وذكر بعض العلماء أنه يحتاج الناصح والمشير إلى علوم كثيرة؛ فإنه يحتاج أولا إلى علم الشريعة، وهو العلم العام المتضمن لأحوال الناس، وعلم الزمان، وعلم المكان، وعلم الترجيح، إذا تقابلت هذه الأمور فيكون ما يصلح الزمان يفسد الحال أو المكان وهكذا فينظر في الترجيح فيفعل بحسب الأرجح عنده، مثاله: أن يضيق الزمن عن فعل أمرين اقتضاهما الحال فيشير بأهمهما، وإذا عرف من حال إنسان بالمخالفة، وأنه إذا أرشده لشيء فعل ضده، يشير عليه بما لا ينبغي ليفعل ما ينبغي، وهذا يسمى علم السياسة، فإنه يسوس بذلك النفوس الجموحة الشاردة عن طريق مصالحها، فلذلك قالوا يحتاج المشير والناصح إلى علم وعقل وفكر صحيح ورؤية حسنة واعتدال مزاج وتؤدة وتأن، فإن لم تجمع هذه الخصال فخطأه أسرع من إصابته فلا يشير ولا ينصح، قالوا : وما في مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة.
2 ــ قبول المشورة:
ومن آداب المشاورة؛ إذا بذل المستشير الوسع في اختيار المستشار المناسب عليه أن يتقبل منه المشورة؛ لأن فائدة المشاورة القَبول من المستشار إذا كان بالصفة المذكورة، ولم تظهر المفسدة فيما أشار به، وعلى المستشار بذل الوسع في النصيحة وإعمال الفكر في ذلك وإذا لم يؤدّ المستشار الأمانة الملقاة على عاتقه من إعمال الفكر وإسداء النصح للمستشير، فقد خانه، وارتكب إثما، فعن أبي هريرة قال: قال النَّبيُّ r (مَنْ تقوّل عليَّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعَدَه مِنَ النَّار. ومَن استشارَه أخوه المسلمُ، فأشارَ عليه بغير رُشد فقد خانه. ومَن أُفتي فُتيا بغير ثَبْت، فإثمه على مَنْ أفتاه).
3 ــ تقديم المشورة من غير طلب:
إذا رأى المسلم أن أخاه بحاجة إلى منَ يشيره برأي سديد في أمر فيه مصلحته، فعليه أن يبادر بتقديم المشورة وإن لم تبدر من أخيه الاستشارة؛ لما رواه المصنِّف، عن وهب بن كَيسان أن عبد الله بن عمر رأى راعياً وغَنَماً في مكانٍ قبيح، ورأى مكاناً أمثل منه فقال له: ويحك! يا راعي! حَوِّلْها، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهr يقول: (كُلُّ رَاعٍ مسؤولٌ عن رعيَّتِه).
هذه طائفة من آداب المشاورة في السنة النبوية، فعلى الآباء والتربويين، تنمية روح التشاور والمناصحة في نفوس الأولاد والمتربِّين، وأن يربّوهم على كره نزعة الاستبداد والقهر والاستئثار بالرأي.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 05:21 PM   #14
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

حقوق الأولاد (2)

ومن الـحقوق التـي أوجــبها الإســلام على الآباء تجـاه أبنائهم : اختيار المرأة الصالحة، وانتقاء الاسم اـلحسن وتعليم القرآن .
فقد جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه . فأحضر عمر الولدَ، وأنَّبه على صنيعه وتفـريطه في حقّ أبيه . فقال الولد: يا أمير الـمؤمنين ! أليس للولد حقوقٌ على أبيه ؟ قال : بلى. قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر رضي الله عنه : أن ينتقـي أُمَّه ، ويـُحسنَ اسمه ، ويُعلّمـه الـكتاب . فقال الولد : يا أميـر اـلمؤمـنين ! إنّ أبـي لم يفعـل شيئـاً من ذلك . أمَّـا أُمِّي : فإنَّـها زنجيّة كانت لـمجوسيّ، وقد سمَّـاني جُعـلاً "أي خنفساء" ، ولم يُعلّمني من الكتاب حرفاً واحداً. فالتفتَ عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال له : جئتَ إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققتَه قبل أن يعقَّك ، وأسأتَ إليه قبل أن يُسيءَ إليك .
وـيُروى أنَّ والـداً غضـب على ولده يومــاً ، فعيَّره بأمِّـه قائلاً : أتُخـالفني وأنت ابنُ أمةٍ ؟! فقال الولد لأبيه : يــا أبت ! إنَّ أمـي والله خيرٌ مـنك . قـال الأب : لم ؟ قال : لأنّـها أحسنت الاختيـار، فولدتنـي من حـرٍّ، وأنت أسـأتَ الاختيار، فولدتني من أمة .
و"رَحِمَ اللهُ والـداً أعـان ولدَه على برِّه" .
فعلى الآباء أن يُحسـنوا اختيار أُمَّهـات أولادهم ، امتـثالاً لأمـر نبيِّـهم ف : "تخيَّروا لنِـطَفِكُم ، وانْكِـحُوا الأكْـفاءَ، وأنْكِحُوا إليهم" .
وتخـيَّروا لـنطفكم: أي لا تـضـعوا نـطفكم إلا فـي أصـل طاهر ؛ أي تكلَّـفوا طلـب ما هو خـير المـناكح وأزكـاها وأبعدها عن الخبث والفجور.
والكفـاءة تكون في الـجاه، والـمال، والـدين، والصـلاح. وأفـضل ذلك الخُـلُق والـدين؛ إذ التعـلُّق بالمـرأة لمـجرّد جمالها خدعة ، والجري وراء جاهها دون دينٍ أو شرفٍ أو خُلُـقٍ كارثة. وهذا ما حذَر منه رسـول الله صـلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تنكح المرأة لجمالها ، فلعلّ جمالها يُرديها ، ولا لمالها ، فلعلّ مالها يُطغيها، وانكح المرأةَ لدينها" .
والرجـل عنأدما يخـتار زوجـه، فهو يختـار أمًّا لأولاده، ومـحضناً لـذرِّيَّتِه، وحـجـراً لفلـذات أكـباده، فإن أحـسـن الاختيار،أحسن إلى ذريته. وأحسن ما يُخـتار ذات الدين الـتي أوصى رسولنا صلـى الله علـيه وسـلم باخـتيارهـا، فقال:"تُنكَـح المرأة لأربـع:لـمالها، ولـحسبها، وجـمالها، ولدينها، فاظفَر بذات الدين تَرِبَتْ يداك" .
واختيار ذات الدين حقٌّ من حقوق الأولاد، وسبــبٌ لعدم مسبَّتهم وتعييرهم بأمّهاتهم، يقول أبو الأسود الدؤليّ ممتنًّا على بنيه: "قد أحسنت إليكم صــغاراً وكباراً ، وقبل أن تولدوا . قالوا : وكيف أحسنتَ إلينا قبل أن نولَد ؟ قال : اخترتُ لكم من الأمَّهات من لا تُسبُّون بها" .
ويجــب علـى الآبـاء –كذلك- اختيـار الاسمـاء الحـسنة لأولادهم ، وتـجنُّب الأسمـاء القـبيحة التي تمـسّ كرامـة الولد ، وتكون مدعاة للاسـتهزاء به ، والسـخرية علـيه . وقــد أمرنا رسـولنا الكـريم صلى الله عليه وسلم بـذلك ، فقال : "إنَّكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فأحسِنوا أسماءكم" .
واختيـار الأسماء الســـيئــة (( واحــــدةٌ من إفرازات التمـوّجـــات الفـكريَّة الـتي ذهــبت ببعـض الآبـاء كـلَّ مذهب، كلٌّ بـقدر ما أثـر به من ثقـافة وافـدة . وكان من أسـوئها ما نفـث به بعض المستغربين من عِشْـقٍ كَلِـفٍ ، وظمـأ شــديد لأسماء الكافرين ، والتـقاط كلّ اسـم رخوٍ متخــاذل ، وعزوفٍ ســــادرٍ عن زيــنة الــمواليـد ؛ الأســماء الشــرعيَّة )) .
والمولود "قد يحمله اسمه على فعل ما يُناسبه ، وترك ما يُضـادّه ، ولهـذا تــرى أكـثر السَّـفَل أسـمـاؤهم تُناسبـهم ، وأكثر العليَّة أسماؤهم تُناسبهم" ؛
(( فقــلَّ أن ترى اســـماً قبيحــاً إلا وهو على مســـمَّى قبيحٍ ، كما قيل :
وقلّ أن أبصرت عيناك ذا لقبٍ إلاَّ ومعناه لو فكَّرتَ في لقبه )).
وعلى الآبـاء أن يأمـروا أولادهـم بطـاعة الله عز وجـل ، امتثالاً لأمره جلّ وعلا( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) [طـه: الآية 132]، وامتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عـليه وسـلم : "مُـرُوا أولادكم بالصـلاة وهـم أبنـاء سـبع سنـين، واضربوهم علـيها وهم أبناء عشر سنـين، وفرِّقوا بينهم في المضاجع".
وعليهم أن يُحذِّروهــم من المعـــاصـــي، كــمـا أمـرهــم ربّـُهـم عز وجل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( يـــا أيها الـذين آمـنوا قوا أنفـسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) [التحريم : آية6] .
وليقــوموا بتنشئتـهم على الآداب الإسلامـيَّة منذ نعـومـة أظـفارهم ، كما كان يفـعل قدوتهم صلى الله عليه وسلم؛ الذي أمر الغلامَ حـين كـانت يده تطـيشُ في الصـحفة أن يُسمِّي اللهَ ، ويأكل بيمينه ، وياكل ممَّا يليه .
وينبغي أن يُعَلَّموا آداب الاســتئذان منــذ الصغر ؛ كما قــال عــز وجـــل : ( وإذا بـلـغ الأطـفال مـنكم الـحـلم فليستئذنوا كما استأذن الذين من قبلـهم كذلك يبـين الله لكم آياته والله عليم حكيم ) [النور: الآية59] .
والتعليم في الصغر يجعل الولد يفتح عينيه منذ نشأته على أوامر الله، فيُروَّض على امتثالها ، وعلى اجتناب نواهيه ، فيُـدرَّب على الابتعاد عنـها . وبذلك نكـــون قــد ربطـــنـــاه منذ حداثـتـــه بأحكـــام الشـريعة الإسـلامـيَّة ، فيـحيا وهـو لا يـعرف سـوى الإسلام تشريعاً ومنـهاجـاً .
وكـمـا أوصى الإسلام في جانب الوالدين بالأمّ لضعفها ، ولمـزيد شـفـقتها ، أوصـى في جــانـب الأولاد بالبــنات لضـعفـهـنّ ، وقـلّة حيــلتهنّ ، مقارنةً بالأبنـاء، وللنـظرة الجاهليّة التي ينظر بها بعض الآباء إلى الــبنات . وهـذه النـظرة خللٌ في العـقيدة قبـل أن تكـون خللاً في التربية، والله تـعالى ذمَّ أهل الجـاهليَّة بـسبـب تسـخّطهم بالـبنات ، فقال : ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) [النحل:58-59] .
فعلى المسلم أن لا يتسخَّط بالبنات، ولا يحزن لمقدمهنَّ، كــي يسـلـم من التـشبُّه بأخـلاق الجـاهليَّة، ويــنجو مــن الاعتراض على قدر الله، أو ردّ هبته
وقــد وعد رسـولنا الكـريم صـلى الله عـليه وسـلم الـذين يُحسنون تربية البنات ، ويُحسنون إليهنّ ، بالأجر العظيم ، والــوقاية من عـذاب الله يوم القيـامة ، ودخول الجنَّة .
يقول رسولنا صـلى الله عليه وسلم : "من ابتُلِيَ من هذه البنات بشيءٍ فأحسنَ إليهنَّ كنَّ سِتراً له من النَّار" .
فالأبوان –إذاً- همـا الــمسؤولان أولاً وآخِراً عن إعـداد الولد على الإيمان والخُلُق الحسن ، وتكوينه على النضج العقليّ والاتزان النفسيّ ، وتوجـــيهه إلى التزوّد بالعلوم النافعة والثقافات المفيدة المتنوّعة ؛ إذ "الرجــل راعٍ في بيت أهله ومسؤولٌ عن رعيته ، والـمرأة راعيةٌ في بـيت زوجها ومسـؤولةٌ عن رعيتها" .
(( فما على الأبوين إلا أن يستشعرا مسؤوليتهما الكاملة، وأن يستفيدا من أوقات فراغهما للنهوض بهذه الواجبات ، والنهوض بهاتيك المـسؤولــيَّات . وعلـيهما أن يعــلـما أنّ أيّ تقصــيرٍ في مسـؤوليّة من هذه المـسؤوليّات التـي سـبق الحــديث عنها في هـذا البـحث سـوف يُعرّضـهـما للمسؤوليّة أمام الله تعالى عند الوقوف بين يديه ، في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ )) .
فهذه بعض حقوق الأولاد التي أوجبها الله على والديهم ، فإن قدَّمها الآباء لأبنائهم كانوا لهم قرَّة عـين، وزينة دنيا . وإن أهملوها وضيَّعوها، كانوا وبالاً عليهم، ونقمة على مجتمعهم .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 05:23 PM   #15
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

مظاهر عناية الإسلام بالهدوء والسكينةنهى الإسلام عن كل ما من شأنه إحداث الضجيج والضوضاء والصخب ، وأمر بعدم رفع الأصوات عن القدر المعتاد لما يترتب على ذلك من إيذاء للآخرين ، وإخلال براحتهم ، وتلويث مباشر أو غير مباشر لصفو حياتهم ، وقد جاء الأمر بذلك في قوله تعالى : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) .
كما صح عن أبي موسى الأشعري أنه قال : " كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفر ، فكنا إذا علونا كَـبَّـرْنا ، فقال : ( اربِعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً ، تدعون سميعاً بصيراً قريباً ) " .
والمعنى أن منهج الدين الإسلامي ممثلا في الهدي النبوي المبارك ينهى الإنسان المسلم عن رفع الصوت وإحداث الجلبة والضجيج حتى عند الدعاء والذكر ، فكيف بباقي الأحوال الأخرى في حياة الإنسان اليومية ، وما ذلك إلا لأهمية المحافظة على الهدوء والسكينة في حياة المجتمع المسلم وبيئته التي يعيش فيها ، وبذلك يتمكن الجميع من أداء أعمالهم والقيام بواجباتهم ، والاستمتاع بأوقات راحتهم ، وعدم الإنزعاج أو القلق من الأصوات العالية والضوضاء التي أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أنها تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض التي قد تنتهي بالجنون أو الوفاة . فمن الممكن أن يفقد الإنسان قدرته على التركيز الذهني ، وبذلك يقل إنتاجه الفكري ، وتكثر الأخطاء.
كذلك يؤدي الضجيج إلى إصابة الإنسان بالاكتئاب أو بأورام سرطانية قاتلة ، هذا بالإضافة إلى إصابة الإنسان بأمراض الأذن ، وتهيج الأعصاب وربما تلفها .
الدكتور : صالح بن علي ابو عراد ( السعودية )

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 05:27 PM   #16
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

حــقــوق الــزوجـيــن ( 1 )

الزواجُ عواطفُ إنسانيَّةٌ ، وأخلاقيَّةٌ ، وروحيَّةٌ .

ومن فوائده : ( أنَّه عمادُ الأسرة الثابتة ، التي تلتقي الحقوقُ والواجباتُ فيها بتقديسٍ دينيّ ، يشعرُ الشخصُ فيه بأنَّ الزواجَ رابطةٌ مقدَّسةٌ تعلو بها الإنسانيَّةُ ).

فهو علاقةُ مودَّة ورحمةٍ ، كما قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) [الروم: الآية21] . ففي الآية بيان على أنّ هناك حكمة ربانيَّة كمنت في نفس الإنسان ، وهي الرحمة والمودة المتبادلة بين الزوجين ، تدفع كلَّ واحدٍ إلى الميل إلى قرينه بدون اختيار منه ) .

والإسلامُ قد اعتنى بتنظيمِ هذه العلاقة ، فجعل لكلٍّ واحدٍ منهما حقوقًا على الآخر ، واعتبر أنَّ الأخذ بها كفيلٌ بسعادة الطرفين وهنائهما. وهي حقوقٌ متبادلةٌ بينهما ؛ فكما أوجبَ الإسلامُ للزوج حقوقًا ، كذلك أوجب للزوجة حقوقًا ، كما قال تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) [البقرة : 228 ] .

وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال : حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه وذكَّر ووعظ ، فذكر في الحديث قصةً ، فقال صلى الله عليه وسلم : "ألا واستوصوا بالنساء خيرًا ، فإنَّما هُنَّ عَوَانٌ عندكم ، ليس تملكون منهنَّ شيئًا غيرَ ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ . فإن فعلن فاهجُرُوهُنَّ في المضاجع ، واضرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ . فإنْ أَطَعْنَكُم فلا تَبْغُوا عليهِنَّ سبيلا . ألا إنَّ لكم على نسائكم حَقًّا ، ولنسائكم عليكم حقًّا . فأما حقكم على نسائكم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ، ولا يَأْذَنَّ في بُيُوتِكم لمن تَكْرَهُون . ألا وحَقُّهُنَّ عليكم أن تُحْسِنُوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطَعَامِهِنَّ" .

فلكلّ من الزوجين حقوقًا على الآخر .

ومعرفةُ هذه الحقوق سبيلٌ لإيصالها إلى أهلها .

المبحث الأول : حقـــوق الزوجــــــــــــة على زوجهـا :

الإسلامُ -دينُ العدل والانصاف- ، كما أوجب للزوج حقوقًا على زوجته ، أوجب عليه –كذلك- حقوقًا لها ؛ فكلُّ حقٍّ بين الزوجين يُقابله واجبٌ . ويؤكِّد هذا المعنى قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [البقرة : 228 ] .

والمرأةُ ليست خادمة ، أو ضيفة في بيت زوجها . ولا هي للمتعة الجسديَّة فحسب، بل هي راحة للنفس، وعصمة للدين، وأمّ للأولاد ، وأمينة على الأسرار ، وحارسة للمال ، وشريكة في الحياة ، وحريصة على تحقيق الآمال .

وتاريخُ أمّتنا مليءٌ بقصص الزوجات اللواتي كُنّ بلسماً شافياً لآلام أزواجهنّ ، ينتظرونهم حين عودتهم من أعمالهم مرهقين ، ودخولهم إلى بيوتهم متعبين ؛ فيُحسِنَّ استقبالهم ، ويفتحن لهم قلوبهنّ ، ويُعِدْنَ إليهم الثقةَ والراحةَ ، ويُشعرونهم بمعنى قوله تعالى : ( ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) [الروم:21] .


المطلب الأول : من حقوق الزوجة ( المعاشرة بالمعروف )

وإذا كان هذا هو وضع المرأة –وهو بلا شكّ نعمة تستوجب شكراً-، فعلى الرجل قياماً بشكر النعمة أن يكون حَسَنَ الخُلُق معها، يحتمل أذاها ، ويصبر عليها . وعليه كذلك أن يُعاملها بالرحمة في كلّ الأحـــوال ، حتى ولو كــان لا يُحبّها ، امتثـالاً لإرشــاد مولانا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) . [النساء: من الآية : 19 ]

وهذه طبيعةُ صاحب الدين ؛ لا عدوان ولا ظلم ، بل يُعطي كلّ ذي حقّ حقَّه، ولا يدعوه عدم الحبّ إلى الظلم والعدوان ، بل يتذكَّر أنَّ امرأته قد جُبِلَتْ على ما جُبِلَتْ عليه سائر النساء من الاعوجاج ، ولا يُمكن تعديلها مهما حاول ذلك ، فلا بُدَّ من مداراتها ، والصبر على اعوجاجها ،كي يفوزَ بحُسن معاشرتها ، امتثالاً لإرشاد رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله :".. واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهنّ خُلِقْن من ضِلْعٍ أعوج، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذَهَبْتَ تُقيمَه كَسَرتَه ، وإن تركتَه لم يَزَلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً ". - وفي رواية - "فدارِها، تَعِشْ بها-ثلاث مرّات-" .

فرسولنا صلى الله عليه وسلم بهذا التصوير: " خُلِقْن من ضِلْعٍ أعوج، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمه كَسَرتَه، وإن تركتَه لم يَزَلْ أعوج"، يختصر على الرجل الطريق لفَهْمِ المرأة؛ فالمرأةُ "إن تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بها على عِوَجٍ" ؛ كشجرة الورد جميلةٌ بشوكها، والذي يطلب شجرةَ ورد بلا شوكٍ جاهلٌ عابثٌ، والذي يزعم أنّ شوكَ شجرةِ الوردِ يجعلها قبيحةً لا تصلح للاستمتاع بها مختلّ المزاج ، منحرف الطبع .

لذا وَجَبَ على الزوج المسلم أن يتفهَّم طبيعة المرأة ، وأن يتغاضى عن بعض سلبيّاتها ، لتسير الحياة في هناء ، وتمشي في صفاء ، ويعيش في راحة واستقرار . وعليه أن يصبر ويعفو ويصفح ، وليكن قول رسوله ف نَصْبَ عينيه دائمًا : "لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً. إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ" -أو قال:- "غَيْرَهُ".

فهناك فضائل ومحاسن تطغى –عند التأمُّل- على كثيرٍ من عيوبها . والزوجُ إن حاول الوقوف عند كلِّ خطأ من أخطاء زوجته -نتيجة انفعالها البالغ- مؤاخذًا ومعاتبًا ، فإنّ ذلك لن يُسفرَ سوى عن مزيدٍ من التباعد والشقاق ، وبعده الفراق والطلاق .

يقول الدكتور محمّد بن لطفي الصبّاغ : (( من الأمور المهمَّة التي ينبغي أن تعرفها –عزيزي الزوج- أنَّه لا بُدّ من التغاضي عن أمورٍ كثيرةٍ . إنَّك لن تستطيع أن تجدَ في زوجتك كلّ ما تريد ، كما أنَّها لن تجدّ فيك كلّ ما كانت تريده . فلا تتعقَّب المسائلَ صغيرها وكبيرها ، ولا تعاتب في كلّ الأمور .... إنّ الإنسان لا يستطيع أن يتخلّص من كثيرٍ من العيوب التي فيه ، فكيف نُريد من الآخرين أن يكونوا كما نريد ، ونحن عاجزون أن نكون كما نريد ؟ )) .

إدخال السرور على قلب الزوجة من المعاشرة بالمعروف :

أمَرَ رسولُنا صلى الله عليه وسلم بمقابلة النَّاس وملاقاتهم بالابتسامة الطيبة والكلمة الحسنة ، فقال : " لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا ، ولو أن تلقَ أخاك بوجهٍ طلقٍ" ، وقال : "... والكلمة الطيبة صدقة" .

وإذا كان –عليه الصلاة والسلام- قد أَمَرَ بذلك في معاملة النَّاس عامَّة، فإنّ أولى النَّاس بذلك الزوجةُ التي تُقاسم زوجها الحياة بحلوها ومرّها ، وصفائها وكدرها ، وخيرها وشرّها .

ألَمْ يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم :" خَيْرُكُم خَيْرُكُم لأهلِهِ، وأنا خيرُكم لأهلي".

إنّ الكلمة الطيبة صدقة ، والابتسامة لونٌ من المعروف .

فما أعظم وصاية رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وما أجدرنا أن نأخذ بها .

مراعاة شعور الزوجة وعدم إيذائها من المعاشرة بالمعروف :

إذا كان رسولُنا الكريمُ ف قد أمرنا أن نُحسن معاملة الجار ، وأن نُراعيَ مشاعره ، حتى فيما نُدخله إلى بيوتنا ، أو نصنعه فيها ، في قوله صلى الله عليه وسلم : " ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح ، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها " " وإن اشتريتَ فاكهةً فاهدِ له ، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا . ولا يخرج بها ولــدُك ليغيظَ بها ولــدَه" ، فإنّ الصاحب بالجنب –الزوجة- تستحق ذلك –أي مراعاة شعورها كالجار- وزيادة .

ومِمَّا يُؤسَف له أن بعضَ الأزواج –ولا سيّما في المجتمعات المنفتحة- يفعل ما يُنافي المعاشرة بالمعروف ، فيتفنّن في إيذاء زوجته ، ولا يُراعي شعورها . والله ﻷ مطّلعٌ عليه ، وسيُجازيه على عمله .

يقول الشيخ حسن أيوب : (( إنّ واجبَ المسلم أن يجبرَ القلبَ الكسير ، ويُضمّد النفس الجريحة ، ويُفرّج كرب المكروب . فما بال هذا الزوج يكسر ويجرح ويُنزل الكرب على زوجته ؟! نسيَ أنّها أخته في الإنسانيَّة ، وأنّها أخته في الإسلام ، وأنّها جارته في الحياة ، وأنّها قدّمت إليه معروفًا كثيرًا ، كما نسيَ أنّها زوجته ؟! إنّ الله تعالى حرَّم على المسلم أن يُؤذيَ أخاه المسلم بنظرة أو بكلمة أو بحركة ، وأوجب على كلّ مسلم أن يحترمَ شعورَ أخيه المسلم على أيّ حال . فما بال الزوج النكد يصبّ البلاء على زوجته صبًّا بغير حساب؟ ألايعلم أنّها سوف تأخذ بتلابيبه يوم القيامة أمام الله تعالى وتُطالبه بحقوقها،وجزاء ظلمها. والله أعدل الحاكمين لن يتركه حتى يأخذ لها جميع حقوقها ، بأن يعطيها من حسنات زوجها ، فإذا لم تكف أخذ من سيّئاتها فوضعت عليه ، ثمّ كُبّ في النَّار )) .

ومن مظاهر إيذاء الزوج لمشاعر زوجته :

1- أن يُحدّثها عن جمال فلانة التي رآها في الطريق، أو شاهدها في الرائي، أو زاملها في العمل، ويُقارن بينها وبينها، مِمَّا يُؤلمُ نفسها، ويؤذي مشاعرها . والزوجة قد تُقابل قوله بشيء من التعقُّل أو التّجاهل ، مع أنَّ الأمرَ –يقينًا- قد ترك أثرًا سيّئًا في نفسها .

وهذا التصرُّف من الزوج حرامٌ لأمورٍ ،

منها : أنَّه نَظَرَ إلى امرأة أجنبيَّة، وهو أمرٌ محرَّمٌ قد نهى عنه ربّنا ، فقال : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) [النور : 30] . ونهى عنه رسولنا ف في وصيّته لأمير المؤمنين عليّ س–وهو عامّ لأمّته-: "يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ" .

ومنها: أنَّه آذى مشاعر شريكة حياته، ومربية أولاده، وملبية رغباته، والله ﻷ قد نهى عن إيذاء المؤمنين، وحذّر من ذلك، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) ( الأحراب : 58] .

2- ومن مظاهر إيذاء الزوجة: تهديدها المستمرّ بالزواج من ثانية ، بقصد مضايقتها، والإضرار بها، لا لسببٍ ألجأه إلى ذلك، ولا لحاجة اضطرته إليه ، مِمَّا لا يقبله لأخته ، أو ابنته .

ومعلومٌ ما يتركه الحديث عن التعدّد –وهو أمرٌ مشروعٌ بلا ريب- من أثرٍ في نفسيّة الزوجة ، ينعكس سلبًا على الأسرة كلِّها .

3- ومن مظاهر إيذاء الزوجة : ما يحدث من بعض الأزواج من ذكرٍ لعيوب زوجته -لا سيّما أمام أقاربه-، مِمَّا يجعلهم ينظرون إليها نظرة ازدراء وانتقاص واحتقار .

وكان الأولى به أن يُعدِّد محاسنها ، ويتغاضى عن ذكر جوانب القصور عندها، إن كان راغبًا في كسب قلبها، والإبقاء على مودّتها. أمَّا إن تأكَّدت رغبته في فراقها ، فعليه أن لا ينسى ما كان بينه وبينها من مودّة وعشرة ، فإنّ الله يُجازى ذا الإحسان على إحسانه وذا الإساءة على إساءته .


د. عبدالقادر بن محمد عطا صوفي

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 05:32 PM   #17
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

حقوق الزوجين ( 2 ) الطلاق بالمعروف من المعاشرة بالمعروف :

والطلاق المباح أبغض الحلال عند الله . وهو إيذاءٌ للمرأة ، وسلطةٌ بيد الرجل ؛ إذ العصمة بيده. ومن الواجب عليه أن يُحسن استخدام هذه السُّلطة ، فلا يستخدمها إلا إذا ارتكبت الزوجة جناية موجبة لها ؛ لأنّ الطـلاق يتنـافى مع واجب العشـرة بالمعروف التي أُمر بها الرجل –إن كانت زوجه مواتيةً له-،كما أنَّه يُعرِّض الأولاد للمتاعب، وربّما العقد النفسيَّة .
والله ﻷ قد أمر الزوجَ أن يُعاشِرَ زوجه ويمسكها بالمعروف ، أو يُفارقها إن تعذّرت الحياة بالمعروف . قال تعالى ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ) [البقرة : من الآية 231] ؛ أي من يُمسكهنّ من جديدٍ بمراجعتهنّ–بقصد الإضرار بهنّ- لا لرغبة منه في المعاشرة، ولكن حرصًا منه على فوات مصلحتهنّ في زواجٍ جديدٍ ينتظرهنّ، ونحو ذلك ، فقد ظلم نفسه ؛ إذ عرَّضها لسخط الله ، ولعقوبته.
والله ـ قد طالبَ الزوج –كذلك- أن يتريَّث قبل أن يُقدِمَ على الطلاق، وأن يحتكم إلى العقل والمنطق، وأن يُراعيَ المصلحة العامَّة للأسرة.قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهمن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) [النساء : 19]. فهي وصيَّة من الربّ جلّ وعلا للأزواج بحسـن معاشرة الزوجات ، وأن يُراجعوا الأمر قبل أن يُقدموا على الفراق – إن أحسّوا ببغض أو كراهية- ؛ إذ مراجعة الأمر وتحليله قد يكشف عن عنصرٍ هامّ في الزوجة المكروهة يَذْهَبُ ببغضها وكراهيتها ، ويُعيد الرغبةَ للزوج من جديد في الإبقاء عليها ، والحرص على مودّتها.
فالإحسانُ إلى المرأة ، ومعاشرتُها بالمعروف ، وغضُّ الطرف عن بعض عيوبها ، ما لم تكن اخلالاً بحقٍّ من حقوق ربِّها عز وجل، أو حقوق رسولها صلى الله عليه وسلم من الأمور المطلوبة . كلُّ ذلك في حدود الصيانة والعفّة والكرامة، والبُعد عن مواطن الفتنة، ومزالق الشرّ.

الغيرة –المعتدلة- من المعاشرة بالمعروف :
وبعضُ الرجال في عصرنا يُسرفون في تدليل المرأة ، وفي إعطائها الحرية في الخروج والدخول ، واستقبال الضيوف . وهو أمرٌ لا يرضى عنه الشرع . والإسلامُ الذي أوصى بالنساء خيراً ، يُعارض مثلَ هذه الفوضى التي تنتهي إلى ما لا يُحمَد عُقباه ، لا سيّما وقد وَصَفَ المؤمنَ صاحبَ القوامة بأنَّه يغار على محارمِه؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "المؤمن يغارُ، واللهُ أشدُّ غَيْراً"
ولمَّا قال سعدُ بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي لضربْتُه بالسيفِ غيرَ مُصْفح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغيرُ منه ، واللهُ أغيرُ منِّي."
والغيرة على المرأة ضرورية لحمايتها ، وهي من حقِّها على زوجها ، كي تُصان كرامتها من كلِّ ما يخدشها .
ولقد كانت المرأة العربيَّة قبل الإسلام –رغمَ ما هي عليه من هضمٍ للحقوق-تعتزُّ وتفخر على أخواتها في العالم كلِّه بحماية الرجل لها، ودفاعه عن شرفها ، والثأر لامتهان كرامتها .
ولو لم يكن الزوج كذلك ، لكان ديّوثًا ، ينطبق عليه قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ثلاثةٌ لا يدخلونَ الجنَّةَ أبدًا : الدَّيُّوث، والرجلةُ من النِّساء، ومدمن الخمر" . قالوا : يا رسول الله ! أمَّا مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال : "الذي لا يُبالي من دخل على أهله". قلنا : فما الرجلة من النساء ؟ قال : "التي تشبَّه بالرجال" .
والغيرةُ المطلوبة ، هي الغيرة المعتدلة ؛ إذ "من الغَيْرَة ما يُحبُّ الله . ومنها ما يكره الله . فأمَّا ما يُحبُّ الله، فالغيرة في الرِّيبة . وأمَّا ما يكره ، فالغيرة في غير ريبةٍ" ؛ كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
والمتأمِّل في هذا الحديث ، يجد أنّ الغيرة المحبوبة هي التي وُجِدت أسبابُها ؛ بأن قامت الأدلَّة عليها . ولذا وَجَبَ التأكُّد أو منع الأسباب التي تدعو إلى الشكّ . أمَّا عند عدم وجود الأسباب ، فإنّ الغيرة تكون مذمومة ، وتكون مِمَّا يُبغضه الله ؛ لأنَّها تُعكِّر صفوَ الحياة ، وتجلب أسباب النزاع والشّقاق ، مِمَّا يُزلزل كيان الأسرة ، ويجعلها عرضةً للقيل والقال ، وربّما كانت سببًا في انهيارها وتمزّق شملها .
لهذا وَجَبَ على الزوج أن يكون معتدلاً في الغيرة ، وأن تكون حياة الزوجين قائمة على الثقة المتبادلة ؛ فليس من حقِّ الرجل أن يُوجِّه إلى أهله التّهم في غير ريبة ، وليس له أن يُبالغَ في التشدّد والتعنّت والتجسّس على البواطن ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) [الحجرات : 12].
ولقد شـدَّد القرآنُ النكيرَ على الذين يرمون المحصنات بغير بيِّنة ، فقال تعالى : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون ) [النور:4] ؛ فوصف صنيعهم بأنَّه فسقٌ، وحكم بجلدهم ثمانين، وعدم قبول شهادتهم . وهذا من إنصاف الشريعة ؛ التي تأمر (( –في جهة- بأصرم ما يكون العقاب لمن يرتكب الزنا وقامت عليه البيِّنة، وتأمر –في الجهة الأخرى- بضرب ثمانين جلدة لمن يرمي غيره بالزنا ، ولا يأتي عليه بأربعة شهود ، حتَّى لا يتجرَّأ على مثله في المستقبل )) .
ولا ريب أنَّ هذا التشريع يسدّ الباب على من يتّخذون من اتهام زوجاتهم غايةً للتخلّص منهنّ بغير حقّ ، وكذلك على أولئك الذين يجعلون منه وسيلةً للانتقام منهنّ باسم الشرف ، لأغراض خسيسةٍ يكتمونها في أنفسهم .
والإسلام الذي شرع الغيرة ، وضع لها الحدود والضوابط ، وشرع الطريقة المثلى لذلك ؛ فمنع الأسباب، وسدّ الأبواب، وأغلق المداخل أولاً، حين أمر المرأة بالحجاب، وطلب منها أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال، ومنهم ذوو قرابتها؛ من أبناء العمّ، وأبناء الخال، وأقارب الزوج، وغيرهم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إيَّاكم والدخول على النساء" ، فقال رجلٌ من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيتَ الحَمو ؟ قال : "الحَمْوُ الموتُ" .
وليس هذا فحسب ، بل إنَّ محارمُ المرأة، لو أرادوا الدخولَ عليها، فيجب عليهم الاستئذان ؛ فعن عطاء بن يسار أنَّ رجلاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أأسْتأذن على أُمِّي؟ قال:"نعم" . قال الرجلُ : إنِّي معها في البيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استأذِن عليها". فقال الرجل: إنِّي خادمُها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتأذِن عليها. أتُحبُّ أن تراها عُرْيَانةً ؟ " قال : لا. قال: "فاستأذن عليها" .

إحصان الزوجة من المعاشرة بالمعروف:
وعلينا أن لا ننسى أنّ مهمّة إحصان المرأة تقع على عاتق زوجها؛ فالجماع حقّ من حقوقها ، فعليه أن يوفّيها حقّها بحدود طاقته ؛ فقد أخرج ابن حبّان في صحيحه أنَّ امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه دخلت على نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فرأينها سيئة الهيئة. فقلن: ما لكِ ؟ ما في قريش رجل أغنى من بعلك. قالت: ما لنا فيه شيء؛ أمَّا نهاره فصائم، وأمَّا ليله فقائم. قال: فدخل النبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له، فلقيه النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال:"يا عثمان أما لك فيَّ أسوة ؟" قال : وما ذاك يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قال: "أما أنت فتقوم الليل وتصوم النهار ، وإنَّ لأهلك عليك حقًّا، وإن لجسدك عليك حقًّا. صلِّ ونَمْ، وصمْ وأفطر". قال: فأتتهم المرأة بعد ذلك كأنَّها عروس، فقيل لها : مَه ؟ قالت : أصابنا ما أصابَ النَّاس .
يقول السيِّد سابق : (( قال ابن حزم : وفَرْضٌ على الرجل أن يُجامع امرأته التي هي زوجته ، وأدنى ذلك مرةً في كلِّ طُهر إن قدر على ذلك، وإلا فهو عاص لله تعالى . بُرهان ذلك قوله تعالى ( ويسئلونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) [البقرة من الآية222]. وذهب جمهور العلماء إلى ما ذهب إليه ابن حزم من الوجوب على الرجل إذا لم يكن له عذر.
ولا يجوز للزوج أن يترك فراش زوجه بلا مراجعة ، فمن حقوقها أن لا تترك كالمعلقة . وبعض الأزواج يعتقدون أنَّ الرجل حرّ في هجر فراش الزوجيَّة، وبلا مراجعة، ناسين ، أو متناسين أنَّ المرأة شقيقة الرجل، تشتهي وتتمنَّى كما يتمنَّى، وأنَّ مسؤوليّة إحصانها تقع على عاتق زوجها . والشريعة الإسلاميَّة قد حدَّدت للذي يهجر فراش الزوجيَّة مدَّة أربعة أشهر على الأكثر ، عليه أن يُباشر زوجه خلالها ، وإلاَّ أُجبِر على تركها والانفصال عنها ، كما قــال مولانا جلّ وعلا : ( للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم ، وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) [البقرة : 226-227] . ولقد أمر الفاروق عمر رضي الله عنه بإعادة المجاهدين من مواقع القتال لهذا الغرض . وسببُ ذلك أنَّه سمع امرأة تقول –عندما كان يعسّ ليلاً:

تطاول هــذا الليل واسـودّ جانبه
وأرّقـنـي إذ لا حـبـيب ألاعـبه

فلولا الذي فوق السماوات عرشه
لزعزع من هذا السرير جوانبه

فأصبح عمر، فأرسل إليها، فقال: أنت القائلة كذا وكذا ؟ قالت : نعم. قال : ولِمَ ؟ قالت : زوجي في هذه البعوث . -أي هو في الجهاد- .وذكر الحافظ ابن حجر : أنّ عمر س سأل –بعد هذه الواقعة-: كم تصبر المرأة عن زوجها : تصبر شَهْرًا ؟ فأُجيب : نعم . قال : تصبر شهرين ؟ فقلن : نعم . قال : ثلاثة أشهر ؟ قلن : نعم ، ويقلّ صبرها ؟ قال : أربعة أشهر ؟ قلن : نعم ، ويفنى صبرها . فكتب إلى أمراء الأجناد في رجالٍ غابوا عن نسائهم أربعة أشهر أن يردّوهم .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 05:47 PM   #18
الشفق
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 26,851
الشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond repute
افتراضي

كنزي
هلابك انار تواجدك ارجا الشفق
وسعيدين جدا بانظمامك لاسرتنا
كل عام وانتي بالف خير
ماشاء مواضيع هادفه جدا الله
يجزاك الف خير
كان من المفترض ان كل موضوع يكون مستقل بذاته
شكرا لحضورك الزاهي
وفايف استارز
وتقديري ومودتي
،
الشفق

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-21-2012, 05:46 AM   #19
لهفة الخاطر
عضو هام في شفق
 
الصورة الرمزية لهفة الخاطر
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 1,570
لهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud ofلهفة الخاطر has much to be proud of
افتراضي

موضوع حوى الكثير من الفوائد والأساليب القويمه على النهج النبوي
طرح قيم ومفيد . . وان كان من االأروع لو تم طرح بكل يوم موضوع

كنزي
جزاك ربي الجنه . . وأسأل الله أن ينفع بما طرحت وأن لايحرمك الأجر
تقييمي & آحترآمي.."

__________________


.
.


غير متواجد
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شفق

الساعة الآن 08:14 PM

converter url html by fahad7



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
تنويه : كل ما يكتبه العضو يعبر عن رأيه الشخصي ولايتحمل الموقع مسؤلية ما يتم كتابته فـ اتقو الله فيما تكتبون !!
This Forum used Arshfny Mod by islam servant

جميع الحقوق محفوظه لمنتديات شفق الادبية

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158