آخر 10 مشاركات
دراسة جدوي متجر الكتروني (الكاتـب : esraa - مشاركات : 1 - المشاهدات : 44 - الوقت: 10:07 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          "رشاشات الرذاذ وأجهزة الضباب - لتحسين جودة الهواء والبيئة المنزلية بأسلوب عصري" (الكاتـب : فريال ابراهيم - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5 - الوقت: 09:58 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          "كل ما تحتاج لمعرفته عن طيور الزيبرا الهولندية: السمات والرعاية والتكاثر" (الكاتـب : منصة سدره - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7 - الوقت: 09:41 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          "استكشاف قوة الكربوهيدرات: مصدر الطاقة الأساسي للجسم" (الكاتـب : سوسوس - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6 - الوقت: 09:40 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?p=1237162#post1237162 (الكاتـب : فريال ابراهيم - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8 - الوقت: 09:30 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          افضل قهوجين فى الرياض بخصم(20%) (الكاتـب : omnia10 - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8 - الوقت: 09:09 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          تصوير الأنسجة الرخوة والأعضاء (الكاتـب : esmael reda - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21 - الوقت: 03:50 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          التصوير بالأشعة السينية على العظام والأنسجة الرخوة (الكاتـب : esmael reda - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10 - الوقت: 03:49 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          تلف الخلايا وزيادة خطر الإصابة بالسرطان (الكاتـب : esmael reda - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26 - الوقت: 03:48 AM - التاريخ: 05-14-2024)           »          التصوير التشخيصي لأكثر من قرن (الكاتـب : esmael reda - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19 - الوقت: 03:46 AM - التاريخ: 05-14-2024)



إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-20-2012, 04:25 PM   #1
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي مدرسة التربية النبوية
انشر علي twitter

مدرسة التربية النبوية

نماذج مضيئة من اسس التربية من هدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

مفهوم التعليم والتعلم والفرق بينهما.
التعليم هو "مجهود شخص لمعونة آخر على التعلم، أو نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم بقصد إكسابه المعرفة".
والتعلم هو " عملية يغير بها الإنسان مجرى حياته بصورة مستمرة نتيجة لتفاعله مع بيئته، وهذا التغير يجري في نفس المتعلم من نواحي ثلاث:

1 ـ الناحيةالفكرية: وهي ما يتعلق بتحصيل العلوم والمعارف.

2 ـ الناحية العلمية: وهي ما يتعلق بتكوين العادات والمهارات.

3 ـ الناحية العاطفية: وهي ما يتعلق بتهذيب الحس الخلقي والنفسي والروحي".

وقال آخر: " التعلم ما هو إلا تغيير في السلوك ناتج عن استثارة، هذا التغير في السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات بطيئة، وقد يكون نتيجة لمواقف معقدة ".

والفرق بين التَعَلُم والتعليم " أن التَعَلم مجهود شخصي، ونشاط ذاتي، يصدر عن المتعلم نفسه، بمعونة المعلم وإرشاده، بينما التعليم توجيه لعملية التعلم وحفز المتعلم، واستثارة قواه العقلية، ونشاطه الذاتي، وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من التعلم".

ومما سبق ندرك أن كلا من التعليم والتعلم يُساهم في عملية نقل المعلومات من طرف إلى طرف آخر، ويُغير مجرى حياة الإنسان نتيجة تفاعله وتأثره بمعلومات الطرف الآخر.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:26 PM   #2
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

مدرسة التربية النبوية

نماذج مضيئة من اسس التربية من هدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

مفهوم التعليم والتعلم والفرق بينهما.
التعليم هو "مجهود شخص لمعونة آخر على التعلم، أو نقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم بقصد إكسابه المعرفة".
والتعلم هو " عملية يغير بها الإنسان مجرى حياته بصورة مستمرة نتيجة لتفاعله مع بيئته، وهذا التغير يجري في نفس المتعلم من نواحي ثلاث:

1 ـ الناحيةالفكرية: وهي ما يتعلق بتحصيل العلوم والمعارف.

2 ـ الناحية العلمية: وهي ما يتعلق بتكوين العادات والمهارات.

3 ـ الناحية العاطفية: وهي ما يتعلق بتهذيب الحس الخلقي والنفسي والروحي".

وقال آخر: " التعلم ما هو إلا تغيير في السلوك ناتج عن استثارة، هذا التغير في السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات بطيئة، وقد يكون نتيجة لمواقف معقدة ".

والفرق بين التَعَلُم والتعليم " أن التَعَلم مجهود شخصي، ونشاط ذاتي، يصدر عن المتعلم نفسه، بمعونة المعلم وإرشاده، بينما التعليم توجيه لعملية التعلم وحفز المتعلم، واستثارة قواه العقلية، ونشاطه الذاتي، وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من التعلم".

ومما سبق ندرك أن كلا من التعليم والتعلم يُساهم في عملية نقل المعلومات من طرف إلى طرف آخر، ويُغير مجرى حياة الإنسان نتيجة تفاعله وتأثره بمعلومات الطرف الآخر.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:28 PM   #3
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

المعلم أهم عناصر العملية التعليمية والتربوية
يعتبر المعلم " القاسم المشترك الأعظم في جميع الأنظمة التربوية , ويتفق قادة الفكر والمربون على أن المعلم هو العنصر الفعال في تحقيق الأهداف التربوية , والركيزة الرئيسية في العملية التعليمية التي لا تعلوها أداة , ولا تعوضها وسيلة " , فمهما اُستحدث في التعليم من طرق ووسائل , أو أضيف إليه من موضوعات جديدة , أو تطوير في مناهجه , ومهما رصد له من أموال , أو أقيمت له أفخم المباني , وزود بأحدث الأجهزة والأثاث , فإن ذلك كله لا يمكن أن يترجم إلى مواقف موضوعية , وتفاعلات اجتماعية , وخصائص سلوكية , إلا عن طريق المعلم , فهو " المحرك القوي لكل تلك الجوانب , والقائد الفكري والعملي لعملية التعليم " , وهو الذي يبعث فيها النشاط ويكمل ما فيها من نقص , ويستطيع الرقي بها إلى المستوى المأمول .
والمعلم وارثا من ورثة الأنبياء , ففي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله تعالى يقول (........ وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, وإنما ورثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر ).
وكفى بهذا شرفاً وفخراً للمعلم , فإن الأنبياء عليهم السلام قد وصلوا إلى أعلى درجات الكمال البشري , وهم قادة الأمة , و معلموا الأجيال , ودعاة العدل والإصلاح .
ولمعلمي هذه الأمة من هذا الشرف أعظمه وأوفره ؛ لأنهم ورثة أفضل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام , وهو خاتمهم , و أكملهم نشأة وتربية , ولم يزل معروفاً بكل خصال الخير حتى توفاه الله تعالى, فقد بين أن التعليم مهنته ووظيفته , بقوله عليه الصلاة السلام : ( إن الله لم يبعثني معنتاً و لا متعنتاً, و لكن بعثني معلماً ميسراً) , كما شهد له بذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم , فهذا معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه يقول :" ........... فبأبي هو و أمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ".
فكان من آثار حسن تعليمه وتربيته, أن تخرج على يديه ثلة من العلماء الجهابذة في شتى الميادين, حتى قال بعضهم:" لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته ".
وبالتالي يوجب هذا على المعلمين العناية الخاصة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , لأنها " مصدر هداية , وسبيل رشاد للمعلمين في أداء مهامهم التعليمية , و فيها فيض من المعرفة والهداية , والخلق الإسلامي الذي ينبغي أن يتزود به المعلمون , ويساعدوا تلاميذهم على اكتسابه ".

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:35 PM   #4
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

النقد التربوي ضرورةٌ حياتية : إن ثقافةُ النقد التربوي تعدُّ ضرورةً على جميع المستويات ، وفي مختلف مناشط الحياة ، سواء في مجالات الإنتاج أو الخدمات أو الفكر والتنظيم أو الكتابة والتأليف أو التربية والتعليم أو غيرها ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكُلُّ بَشَرٍ على وجه الأرض فلا بد له من أمر ونهي ، ولا بد أن يأمر وينهى ، حتى لو أنه وَحْدَه لكان يأمر نفسه وينهاها ، إما بمعروف وإما بمنكر ، كما قال تعالى : ( إن النفس لأمارة بالسوء) ( يوسف : ٥٣ ) ، ... وبنو آدم لا يعيشون إلا باجتماع بعضهم مع بعض ، وإذا اجتمع اثنان فصاعداً فلا بد أن يكون بينهما ائتمار بأمر ، وتناهٍ عن أمر ... " ، لاسيما وأن العقولَ والأفهامَ مِنَحٌ من الله تعالى يتفاوت الناس فيها تفاوتاً عظيماً ، وقد يقع بسبب هذا التفاوت خلافٌ بينهم في وُجهات النظر ، ومَسالكِ الاجتهاد ، وتحليلِ المواقف وتفسيرِها ، وهذه سنة الله تعالى في خلقه ، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، كما قال الله تعالى : ( ومن ءايته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين ) ( الروم : ٢٢ ) ، وهذا الاختلاف الظاهري دالٌّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأغراض ، مما يبيِّن بِجَلاءٍ أهميةَ معرفةِ النقد التربوي في تصحيح المسار السلوكي ، ومواجهة الآراء الشاذة ، والأفكار المنحرفة ، والتحليلات الخاطئة .
يقول القاسمي رحمه الله : " ومهما بلغتْ الأنفسُ من الكمال شأواً كبيراً ، وحصلتْ من السعادة على درجةٍ عظيمةٍ فهي في حاجةٍ إلى النصح والإرشاد " ، ذلك أن الكمالَ غيرُ متاحٍ لأحدٍ من البشر ، وإنما هو لله تعالى وحده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوابون )) ، ومن هنا فالعلماء " كلهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيءٍ منه ليس هو مرتبة أحدٍ منهم ، ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين ، فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم ، وإن كان صغيراً ، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم " .
فالناقدُ التربوي يستحضر هذا المعنى ، ويضعُ الأمورَ في إطارِها الصحيح ، فلا يفترض المثالية أو العصمة في الأشخاص ثم يحاسبهم على ضوئها ، بل يعاملهم معاملةً واقعيةً صادرةً عن معرفةٍ تامةٍ بطبيعة النفس البشرية ، المتأثرة بعوارض الجهل والغفلة والنقص والهوى والنسيان .
ومما يجعل النقد التربوي ضرورةً لازمةً ضعفُ العقل البشري ، بمعنى عدم كماله ، وليس بمعنى عجزه ، ومن آثار هذا الضعف أنه :
• يدرك شيئاً وتغيب عنه أشياء .
• قد يدرك شيئاً إدراكاً غير صحيح .
• يرى اليوم ما لم يره بالأمس .
ومن هنا ما بَرِحَ الناسُ في مختلف العصور في حاجةٍ ماسةٍ إلى من يُعَلِّمهم إذا جهلوا ، ويُذكِّرهم إذا نَسوا ، ويجادلهم إذا ضلوا ، ويَكُفُّ بأسَهم إذا أضلوا ، ولأجل ذلك عهد الشارع الحكيم إلى الأمة أن تقوم طائفةٌ منها على الدعوة إلى الخير ، وإسداء النصح للأفراد والجماعات ، ولا تخلص من عهدتها حتى تؤديها طائفةٌ على النحو الذي هو أبلغ أثراً في استجابة الدعوة ، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي .
أضف إلى ذلك أن العلوم والمعارف والنظريات العلمية في تجدُّدٍ مستمر ، وتطورٍ دائم ، وهي في حاجةٍ مُلِحَّةٍ إلى شيءٍ من الفحص والتأمل فيما دلت عليه ، والنظر في مدى مصداقيتها ونفعها للبشرية ، وإعمال النقد التربوي في مضمونها ونتائجها المتوقعة ، لاسيما مع الاختلاف في مبادئها وأصولها ، يقول حاجي خليفة رحمه الله : " والمسائل العلمية تتزايد يوماً فيوماً ، بتلاحق الأفكار والأنظار ، فلتفاوت مراتب الطبائع والأذهان لا يخلو علمٌ من العلوم عن تصادم الآراء ، وتباين الأفكار ، وإدارة الكلام من الجانبين للجرح والتعديل ، والرد والقبول ، وإلا كان مكابرةً غير مسموعة ، فلا بد من قانونٍ يعرف مراتب البحث على وجه يتميز به المقبول عما هو المردود ، وتلك القوانين هي علم آداب البحث " .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:38 PM   #5
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

ضوابط الابتعاث.
ومع أن الابتعاث جائز ومباح في أصله، إلا أنه نظرا لآثاره المدمرة، وسلبياته المُهلِكة، وضع منهح التربية الإسلامية شروطا وضوابط للابتعاث، ومن هذه الضوابط ما يلي:
أولا: أن يكون الابتعاث لضرورة أو لحاجة ماسة، كطلب علم، أو تخصص لا يوجد أو هو نادر في بلاد المسلمين، ولهذا يجب أن يتخصص الطلاب المُبتَعثون بالعلوم البحتة التطبيقية التي تحتاج إليها أمة الإسلام، دون غيره من العلوم والتخصصات، يقول الصبّاغ في معرض حديثه عن نوعين من المعارف تشد من أجلهما الرحلة في طلب العلم: " أما أولهما فلا بد من أخذه وإتقانه بالرحلة وغيرها، وهذا النوع من المعارف هو ما يتصل بالعلوم البحتة والتطبيقية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء والهندسة والطب، وما إلى ذلك.
وأما النوع الثاني من المعارف والعلوم فهو قسمان: أحدهما: قسم يتضمن العلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية وآدابها، فليس هناك فائدة ترجى من أخذه من الغرب.. أليس أمرا مخجلا أن يذهب رجل من المسلمين إلى اليهود والنصارى، فيتعلم منهم أمور دينه، أو يذهب إلى الأعاجم فيتعلم لغته، لذا فإن دراسة هذه العلوم يجب أن تمنع في ديار الكفار، ويجب أن تتم في بلاد المسلمين.
والآخر: قسم يتضمن دراسة الفنون من رقص، ومسرح، وسينما، ونحت، وموسيقى، وما إلى ذلك، فدراسة مثل هذه الأمور محظور في أي مكان في بلادنا أو بلاد أعدائنا، ودراستها هناك أشد حظرا، ويمكن أن يلحق بهذا كل دراسة تنتهي بالدارس إلى الشك والزيغ " ثانيا: والطالب المُبتَعَث لا بد أن يتحقق فيه: الحصانة القوية: من التقوى، والصلاح، والذكاء، والعلم، فمن عُرف عنه التهاون بأحكام الدين، أو الانحراف في فكره أو خلقه، فلا يجوز بعثه، و ينبغي أن يكون الطالب متزوجاً ليصطحب أهله في سفره.
ثالثا: على الدولة –قبل بعثهم- أن تعني بهم عناية كاملة حتى يكونوا قدوة حسنة ودعاة صالحين.
رابعا: كما أن على الدولة –بعد بعثهم- أن تعني بمتابعتهم، وتهيئة سبل الاستقامة لهم، من بناء المساجد وفتح المدارس العربية الإسلامية، وتكليف الدعاة والعلماء بالسفر إليهم لإرشادهم وتوجيههم، وإذا أمكن جمعهم في مدن محدودة فهو أولى ليسهل توجيههم والإشراف عليهم .
ومن خلا ما سبق يتضح أن التعليم وسيلة من وسائل التفاعل الحضاري وذلك من خلال:
1- أن احتكاك الطلاب مع أفراد المجتمع الذي يتعلمون منه يؤدي إلى تبادل الثقافات بين الأمم عن طريق التعليم والابتعاث، مما يؤثر سلبا أو إيجابا على عادات ومعتقدات وثقافات الشعوب.
2- من خلال التعليم يتم التعرف على تاريخ وحضارات الأمم، وعاداتهم وأديانهم.
3- من خلال التعليم والابتعاث يتم توطيد عرى الصداقة، وزيادة فرص التعاون مع المجتمعات الأخرى.
وإن دور التربية ورجال التعليم في تحقيق التفاعل الحضاري الإيجابي واجتناب السلبي منه يكون في:
1- تبصير الأفراد والمجتمع بأهمية التعليم وخطورته، حيث يكون التعليم مهما لنقل التكنولوجيا، وزيادة المخترعات، وتطوير جميع مناحي الحياة، كما أن له خطورته في نقل أفكار ومعتقدات واتجاهات مناقضة للإسلام.
2- تطوير أهداف وبرامج المراحل الدراسية، واستفادة الجوانب المادية والعلمية التي عند الأمم الأخرى " وينبغي النظر إلى المحتويات التعليمية ومضامينها كمواد بنائية في المجتمع، ذلك أنها تستمد معناها من النظام الثقافي الشامل للمجتمع.. ويرجع كثير من الظواهر الاجتماعية التي تعكس الاضطراب والتفكك الاجتماعي –ضمن ما يرجع- إلى عدم فعالية المحتويات والمضامين التعليمية، وعدم ملاءمتها للتشكيل التربوي المتكامل للأفراد "
3- ضبط الابتعاث إلى الغرب بالضوابط الشرعية، ليكون العائد منه لصالح الأمة.
4- تعزيز التربية الإسلامية الحقة بإدراجها في كل مراحل المنهاج الدراسي، وينبغي عند تدريسها اعتماد الطرق والتقنيات الحديثة التي تضفي عليها نوعا من الجاذبية وتضمن لها الفعالية.
5- إضفاء الطابع الإسلامي على التعليم، وذلك بتدريس كل المواد المقررة من وجهة نظر إسلامية مع التركيز على التاريخ الإسلامي وجغرافية العالم الإسلامي والثقافة والحضارة الإسلاميتين ودورهما في إغناء التراث الإنساني .ويجب أن تتعامل الاستراتيجية التربوية الإسلامية مع العلوم والتكنولوجيا باعتبارها إحدى المكونات الأساسية للحضارة المعاصرة، وتحث المجتمعات الإسلامية على اكتسابها وتطويرها، ولبلوغ هذا الهدف يجب أن تحظى العلوم والتكنولوجيا بمكانة هامة في المناهج التربوية مع الحرص على إضفاء الطابع الإسلامي على تدريس هذه المواد.
6- التمسك بالعربية لغةً للعلم في كل مراحل التعليم، وفي كل فنونه المختلفة، لمواجهة الغزو الثقافي الوافد من الغرب، الذي يهدف التقليل من قدرتها على مواكبة التقدم والتقنية والحضارة في عصر العلم والمدنية. وليعلم رجال التربية والتعليم " أن الأمم لا تحيا إلا بإحياء لغتها والاعتزاز بها، وجعلها لغة التربية والتعليم، ولغة العلم والتقنية، فاليابان، وكوريا، وسنغافورة، وهونج كونج،لم يمنعهم تعقيد لغاتهم من تحقيق نهضة علمية بلغتهم الذاتية، ولم تكن اليابان من البلاهة، وهي تأخذ من أمريكا وأوروبا أسرار العلم والتقنية، وتترك لهم لغتهم، ثم سبقتهم في مجالات الصناعة والاقتصاد والإدارة، كل ذلك حدث بلغتها هي، لا بلغتهم، وحققت تفوقا ساحقا عليها بات يهدد التفوق الأمريكي في كل المجالات الصناعية، وأثبتوا صحة ما أكده علماء اللغة المنصفين الذين يعتقدون اعتقادا جازما في قدرة كل لغة على التعبير عن أية فكرة متى قامت في نفوس أصحابها "

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:39 PM   #6
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

أهمية الآداب للمعلم (1)
إن من أهم ما يميز المجتمع المسلم في كل جانب من جوانب حياته أنه مجتمع الآداب الإنسانية الرفيعة ، يزين كل شيء فيه فضائل سامية ، وآداب عالية ، تجعل الحياة فيه مليئة بالخير والنماء ، والبذل والعطاء ، يشعر كل فرد فيه بأخوة إيمانية ، يبني عليها علاقاته مع سائر أفراد مجتمعه ، فيتعامل معهم بالصدق والأمانة ، والرحمة والشفقة ، والإحسان والإيثار ، وغير ذلك من الآداب الإسلامية التي ينشأ عنها مجتمع متكافل ، تسوده الرحمة والتآلف والتعاون ، إذ الآداب الإسلامية ، والأخلاق الفاضلة ، تعد دعامة أساسية ، وركيزة أولى لبناء الأفراد والمجتمعات ، " وما سر نجاح المسلمين الأوائل في نشر الدعوة الإسلامية ، وبناء مجتمع مترابط قوي الصلات ، مؤمن بربه ، واثق بنفسه ، إلا لتمسكهم بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ، وما ضياع الأمة الإسلامية اليوم إلا بسبب تخليها عن أخلاقها الإسلامية الفاضلة . . . لـذا كـان لزامًا علينا تصحيح مفاهيمنا عن الأخلاق الإسلامية ، ومن ثم المبادرة إلى تطبيقها في واقع حياتنا اليومية ، وهذا لن يتأتى إن لم يكن المدرسون ملتزمين بها ، وحريصين على تطبيقها في حياتهم اليومية ، حتى يكونوا قدوة لطلابهم " .
فالمعلم هو أولى الناس بالتـزام الآداب الإسلامية ، والتخلق بها كما أشار إلى ذلك ابن جماعة – رحمه الله – حيث قال : " إن من أهم ما يبادر به اللبيب شرخ شبابه ، ويدئب نفسه في تحصيله واكتسابه ، حسن الأدب الذي شهد الشرع والعقل بفضله ، واتفقت الآراء والألسنة على شكر أهله ، وإن أحق الناس بهذه الخصلة الجميلة ، وأولاهم بحيازة هذه المرتبة الجليلة ، أهل العلم الذين حلوا به ذروة المجد والسناء ، وأحرزوا به قصبات السبق إلى وراثة الأنبياء " .
ولذا فإن من أهم خصائص المعلم الناجح التـزامه بالآداب الكريمة ، التي يتطلبها الموقف التعليمي ؛ إذ التـزامه بها يؤدي إلى إنتاج تعليم هادف ، وتربية ناجحة ، وإخراج جيل صالح ، ونشء متميز ، وهذا يتطلب من المعلم معرفة ما كـان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من خلق جم ، وأدب رفيع ، حتى وصفه ربه جل وعلا بقوله : (وإنك لعلى خلق عظيم) ، فهو القدوة الأولى للمعلمين، ولذا كانت وصاية سلفنا الصالح للجميع الالتزام بالآداب التي وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، قال إبراهيم الحربي : " ينبغي للرجل إذا سمع شيئًا من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسك به " ، وقد كانت عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالآداب الفاضلة تظهر في صور مختلفة منها :

1. بيانه صلى الله عليه وسلم للأمة أن من أعظم المقاصد التي بعث من أجلها هو إتمام مكارم الأخلاق ، حيث قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم عد حسن الخلق من أعظم ما يهبه الله تعالى للإنسان ، حيث قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن خير ما أعطي الناس ؟ " خلقٌ حسن " .
3. دعوته صلى الله عليه وسلم الناس إلى تحسين أخلاقهم ، وبيانه للأجر العظيم الذي يترتب على ذلك ،
بقوله صلى الله عليه وسلم: " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " .
4. دعاؤه صلى الله عليه وسلم ربه أن يهبه محاسن الأخلاق ، وأن يصرف عنه سيئها ، هذا مع ما كان عليه صلى الله عليه وسلممن الأخلاق الفاضلة ، والشيم الرفيعة ، التي لا يدانيه فيها أحد ، فقد ورد عنـه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ربه فيقول : " . . . واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت . . . " .
كما كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أسألك صحـة في إيمـان ، وإيمانًا في خلق حسن . . . ".
5. تطبيقه صلى الله عليه وسلم للأخلاق الفاضلة ، والتزامه بها عمليًا مع سائر أفراد المجتمع من حوله ، مما كان له أكبر الأثر في نفوسهم ، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا " ، ويقول : " خدمت رسـول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال لي : أفاً قط ، ولا قال لي لشيء : لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟ " فإذا كان هذا حاله مع الخادم فكيف بغيره !!

وسنبرز أهمية الآداب للمعلم في الجزء الثاني إن شاء الله.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:40 PM   #7
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

أهمية الآداب للمعلم (2)
وبناءً على ماذكر في الجزء الأول فأهمية آداب المعلم هي:
1 ) إن التزام المعلم بهذه الآداب ، وتحليه بها يساعده على أداء مهمته التعليمية ، والقيام بوظيفته التربوية ، على أكمل وجه ، كما أن تخليه عنها ، وإهماله لبعضها ، يؤدي إلى ضعف سير العمل التربوي داخل المدرسة أو خارجها ، فإن " كل عملية تربوية يتولى أمرها معلم لا يعرف جوانب رسالته ، وأخلاقيات مهنته ، ولا يدرك آثارها ، وانعكاساتها التربوية على مستقبل الفرد والمجتمع ، فهي عملية فاشلة " إذ أن " أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه ، وقلة أدبه عنوان شقاوته
وبواره ، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب ، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة
الأدب " .
2 ) إن آداب المعلم وأخلاقه الظاهرة عليه ، هي محل نظر الناس عامة ، وطلابه خاصة ، فهم يرقبون حركاته وسكناته ، وينظرون إلى أفعاله وتصرفاته ، لأنها المقياس عندهم لمدى استفادته من العلم الذي تحمَّله ، ولمصداقية ما ينقله لهم من معلومات ومعارف ، فكان تأثرهم بها أشد من تأثرهم بالمعلومات التي أخذوها عنه ، فهذا ابن وهب يقول : " ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه " .
وهذا سلم بن جنادة يقول : " جالست وكيعًا سبع سنين ، فما رأيته بزق ، ولا مس حصاة ، ولا جلس مجلسًا فتحـرك ، وما رأيته إلا مستقبل القبلة ، ومـا رأيته يحلف بالله " ، بل إن بعضهم جعل مقصده من الذهاب إلى المعلم اكتساب آدابه وأخلاقه ، ومنهم أبو بكر المطوعي ، حيث يقول : " اختلفت إلى أبي عبد الله ثنتي عشرة سنة ، وهو يقرأ المسند على أولاده ، فما كتبت عنه حديثًا واحدًا ، إنما كنت أنظر إلى هديه وأخلاقه " .
وقيل : كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون ، نحو خمسمائة يكتبون ، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت " .
كما كان بعض أولياء الأمور يوصي ولده بالحرص على تعلم الأدب من معلمه ، والاقتداء به في هديه وسمته وعبادته ، ثم يأخذ عنه العلم بعد ذلك ، فهذا إبراهيم بن حبيب الشهيد ، يحكي عن والده أنه كان يقول له : " يا بني ، إيت الفقهاء والعلماء ، وتعلم منهم ، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم ، فإن ذلك أحب إلي لك من كثير من الحديث " .
ولهذه الأهمية بيّن أهل العلم الأوصاف التي ينبغي مراعاتها عند اختيار المعلم فقالوا :
" ينبغي للطالب أن يقدم النظر ، ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه ، وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته ، وتحققت شفقته ، وظهرت مروءته ، وعرفت عفته ، واشتهرت صيانته ، وكان أحسن تعليمًا ، وأجود تفهيمًا " .
3 ) إن التزام المعلم بالآداب سبب لفهمه للعلم وضبطه ، وأدعى لتحري الصدق والأمانة في نقله ، قال يوسف بن الحسين :" بالأدب تتفهم العلم ، وبالعلم يصح لك العمـل " .
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي : " من أراد العلم والفقه بغير أدب ، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله " صلى الله عليه وسلم.
وذلك لأن الأدب يجعل المعلم ينقل إلى تلاميذه ما صح عنده ، ويبلغهم العلم كما سمعه ، فقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إن لا هكذا وإلا فكشكله " ، وكان القاسم بن محمد بن أبي بكر ينهى أن يتكلم الإنسان في شيء لا علم له به ، فيقول : " إن من إكـرام المرء نفسه ألا يقول إلا ما أحاط به علمه " .
كما أنه يجعل المعلم مطمئنًا أثناء تعليمه ، بحيث إذا سئل عما لا يعلم فإنه لا يتورع أو يتحرج من قول : " لا أدري " ، يقول ابن وهب : " لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك لا أدري لفعلت " ، هذا مع أن مالكًا – رحمه الله – لم يتصدر للتدريس والفتيا حتى شهد له سبعون أنه أهل لذلك " .
وهذا بالتالي يرفع من قدر المعلم عند طلابه ، ويكسبه احترامهم ، لأنهم لمسوا منه حرصه على التحري عند نقل المعلومة ، وتثبته عند إجابتهم على أسئلتهم .
4 ) أن التزام المعلم بالآداب الفاضلة يجعل أثره في نفوس المتعلمين واضحًا ملموسًا ، حيث أنهم سيقبلون منه نصائحه وتوجيهاته ، ذلك لأن النفوس مجبولة على حب من يحسن إليها ، ويعاملها باللطف والرفق ، وبغض من يسيء إليها ، ويعاملها بالشدة والقسوة ، قال أبو العباس السفاح : "من شدد نفّر ، ومن لان تألّف".
وقد ذكر كثير من أهل العلم أن من صفات المعلم الناجح حسن معاملته لطلابه ، كالعدل بينهم، والسعي في مصالحهم ، ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه أو مال ، والتواضع لهم ، والسؤال عمن غاب منهم ، إلى غير ذلك مما يترك للمعلم مكانة كبيرة في نفوس طلابه ، قد تَرْبوا علـى منـزلة الوالد ، ولذلك جاء في الحديث : " إنما أنا لكـم بمنـزلة الوالد أعلمكم " ، وبالتالي فإنـه يستطيع بهذه المنـزلة أن يوجه المتعلمـين إلى ما فيه سعادتهم ، وينهض بالعملية التعليمية إلى أعلى مستوياتها ، مما يعود على المجتمع بالخير والبذل ، ويشيع في جنباته المحبة والصفاء .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:45 PM   #8
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

نموذج فريد في حسن الخلقلقد ضرب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الخلق الرفيع وهو يعلم صحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين ، وإليك هذا الحديث ليكون لك أسوة وقدوة عند ممارستك لمهنة التربية والتعليم .
فمن النماذج الرائعة التي تأثرت بخلق النبيصلى الله عليه وسلم وحَفَزَهُم حسن معاملته، معاوية ابن الحكم السلمي رضي الله عنه حيث قال: ((بينما أن أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلتُ: واثكل أُميِّاه،! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني))، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» رواه مسلم .
إن المسلم بحاجة ماسة إلى التمثل بهذه الأخلاق النبيلة المؤثرة في النفوس في تعامله مع أبنائه وتلاميذه ومن حوله، فالرفق وبشاشة الوجه وحسن الخلق، واحتمال الأذى، ومعاملة كل شخص بما يناسبه وغيرها من ضروب المعاملة الحسنة مما يدعوا إلى قبول ما يأمر به ويدعوا إليه بل محبته والإحسان إليه .
وهنا يحسن التنبيه على ضرورة التحلي بالأخلاق الحسنة والتأكيد على فضلها، وبيان أثرها في النفوس.
وقال صلى الله عليه وسلم في الترغيب بحسن الخلق في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما «إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاً» رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» رواه مسلم .
فبالخلق الحسن يستطيع المسلم أن يكسب احترام الآخرين ومحبتهم وبالتالي يسهل عليه تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم .

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:46 PM   #9
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
إن تنمية المسؤولية الاجتماعية هي تنمية للجانب الخلقي الاجتماعي في شخصية المسلم، لا تنفصل عنه بل تتكامل معه، كما أنّ تنمية هذا الجانب الخلقي الاجتماعي ليس منفصلا عن تنمية الشّخصية المسلمة كلها بل تتكامل معه.
أي أن تنمية المسؤولية الاجتماعية جزء من التربية العامة للشخصية المسلمة، وتربيتها من جوانبها كافة: انفعالية، ومعرفية، وذوقية، واجتماعية.([1])
و إنّ تربية الإحساس والشعور بالمسؤولية من الأمور التي بنت التربية الإسلامية ركائزها عليها، وذلك لما للإحساس بالمسؤولية وغرسها في النفوس وممارستها في الواقع من أثر كبير في تربية الأفراد والمجتمعات.([2])
والمسؤولية معناها: تحمل الشخص نتيجة التزاماته وقراراته واختياراته العملية من الناحية الإيجابية والسلبية أمام الله في الدرجة الأولى، وأمام ضميره في الدرجة الثانية، وأمام المجتمع في الدرجة الثالثة.([3])
والمسؤولية لها مستويات ثلاثة مترابطة متكاملة، وهي:
المسؤولية الفردية الذاتية. وهي مسؤولية الفرد عن نفسه وعن عمله، وهذا المستوى أساسي يسبق المسؤولية الاجتماعية.
المسؤولية الجماعية: وهي مسؤولية الجماعة جماعيا، وبكاملها وككل من أعضائها وعن سلوكها، وهذا المستوى يدعم المسؤولية الاجتماعية، ويعززها.
المسئولية الاجتماعية: وهي تعني: المسؤولية الفردية عن الجماعة، هي مسؤولية الفرد أمام ذاته عن الجماعة التي ينتمي إليها.([4])
والشعور بالمسؤولية له أهمية كبيرة للفرد والمجتمع، "وكلما عظم الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد، وعظم إدراكها في النفس، صلح أمر الفرد، وصلح المجتمع بصلاحه؛ ولذلك كان رقي الأمم مرتبطا بدقة هذا الشعور، وسمو الإدراك به عند أبنائها، ولاسيما عند الذين يتصدرون مراكز التوجيه، ويملكون أزِمّة الحكم، ويتولون مقاليد الأمور"،([5])
وأهم أركان المسؤولية الاجتماعية، هي مسؤولية الرعاية وهي نابعة من الاهتمام بالجماعة المسلمة، ومسؤولية الرعاية في السنة النبوية موزعة في الجماعة كلّها بلا استثناء، كلّ من في الجماعة راع، وكلّ من فيها مسؤول عن رعيته، لكل عضو في الجماعة نصيبه من مسؤولية الرعاية، في كلّ عمل يعمله وفي كل منشط من مناشط الحياة يؤدّي دوراً أو يحمل فيه تبعة.
والأصل في الرعاية الاجتماعية ما روي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته, فالأميرُ الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته, والرجل راع على أهل بيته, وهو مسؤول عن رعيته. وعبد الرجل راع على مال سيده, وهو مسؤول عنه. ألا كلكم راع وكُلُّكم مسؤول عن رعيته))([6])
وعنه - أيضا - , أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّكُم راعٍ وكُلُّكم مسؤول عن رعيَّته, الإمام رَاعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيّته, والرَّجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته, والمرأة راعية في بيت زوجها, والخادمُ في مال سيِّده)) سمعتُ هؤلاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأحسبُ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والرجل في مال أبيه)).([7])
قال ابن بطال: "الراعي: هو الحافظ المؤتمن، الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، فكل من كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته، فإن وفى ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر والجزاء الأكبر، وإن كان غير ذلك طالبه كل أحد من رعيته بحقه".([8])
وهذا الحديث النبوي جاء ليبين المنهج التربوي للمسؤولية عن كلّ فرد مهما كان دوره بسيطا، ومهما كان حجم هذه المسؤولية، فوضح الحديث أنّ كلّ إنسان راع في ما استرعى عليه، ومسؤول عما تحت يده من شؤون رعيته، وبذلك نصل إلى أصل من أصول التربية الإسلامية يتمثل في أنّ حياة المسلم قائمة على الشعور بالمسؤولية، ومن ثم أداء الحقوق والقيام بالواجبات، والحديث مليء بدروس تربوية في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية، ومن هذه الدروس التربوية النبوية في هذا الحديث:([9])
1- أنه ليس هناك إنسان مسلم بالغ عاقل راشد إلا وهو مسؤول عن أمر من الأمور يديره ويتولاه، ولا بدّ له من رعية يرعاها ويُسأل عنها في الدنيا والآخرة. وهنا درس تربوي نبوي يربي المسلم على الشعور بالمسؤولية وعلى الاهتمام بشؤون من هم تحت مسؤوليته، وضرورة القيام بواجباتهم وحقوقهم، وفي ذلك تقرير للمسؤولية وتربية على الاهتمام بالأمور الشخصية والجماعية وحقوقهم.
2- أنّ كلّ مسلم راع ومسؤول مهما صغر شأنه أو قلّت مسؤوليته، فإنّ من لم تكن له رعية يرعاها ويهتم بها كان راعيا على نفسه وأعضائه وجوارحه وقواه وحواسه وكل ما وهبه الله، فلا يظنن أحد من الناس أنه خال من المسؤولية أو خارج عن نطاقها. وهنا درس نبوي يربي المسلم على ما يسمى بالرقابة الذاتية التي تجعل من الإنسان المسلم رقيبا على نفسه في جميع حركاته وسكناته، وأفعاله وأقواله، فإذا كان ذلك كذلك تحققت التربية الإسلامية المثالية التي تدعو إلى القول الجميل والفعل الحسن، والأداء المتقن، وكان المسلم بذلك أرعى النّاس على ما يؤتمن عليه ويناط به من مهام ومسؤوليات.
3- أن الإمام مسؤول اجتماعيا عن كل من تحت إمرته، ولذلك فعليه مسؤولية الاهتمام بهم ورعاية مصالحهم، والدفاع عن حقوقهم، والحفاظ على أمنهم بما شرعه الله من ضوابط لحماية المجتمع، كتطبيق الشريعة، وإقامة الحدود واتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الأمن والأمان في المجتمع المسلم.
4- أنّ الرجل وهو ربّ الأسرة وراعيها مسؤول عن أفراد أسرته ومن تحت ولايته، فعليه أن يحسن رعايتهم، وأن يهتم بشؤونهم وتربيتهم التربية الصالحة، وعليه النفقة عليهم والحرص على تعليمهم وتأديبهم وتوفير ما يحتاجون إليه من مسكن ومطعم ومشرب وملبس، وأن يعدل بينهم في المعاملة وأن يتقي الله في كلّ شأنهم فيكون عينا ساهرة تحرسهم من أيّ شيء قد يؤثر على دينهم أو دنياهم أو يفسد أخلاقهم.
5- إن للمرأة مسؤولية اجتماعية عظيمة تتمثل في رعاية الأسرة والحفاظ على بنائها وكيانها فهي مؤتمنة على تربية النشء وتوجيههم، والمحافظة على المال والممتلكات والعرض، وأن تؤدّي الحقوق الزوجية، وأن تكون عوناً له على أمر دينه ودنياه، وأن تحسن تدبير شؤون منزلها، ولذلك فإنّ مسؤوليتها عظيمة ومهمّتها جليلة فكان الواجب أن تتربّى على احترام هذه المسؤولية، وأن تعدّ لها إعداداً جيّداً.
6- أن الولد مسؤول عن أموال أبيه وأملاكه، ولذلك وجب عليه حفظها وتنميتها واستثمارها فيما أحلّ الله، وعدم صرف المال إلا فيما أمر الله به، وهذا درس نبوي يربّي الولد على حسن رعاية مال والده وعدم العبث به.
7- أن مسؤولية الرعاية قد تكون مسؤولية رعاية سياسية، ويمثلها الأمير الذي على النّاس، ومسؤولية رعاية اجتماعية، ويمثلها الرجل الذي يرعى أهل بيته، كما تمثّلها المرأة التي ترعي بيت زوجها وولده، كما قد تكون مسؤولية رعاية اقتصادية، ويمثلها العبد الذي يرعى مال سيده.([10])
8- أن السنّة النبوية وهي تنشئ الفرد على الأخلاق القويمة، وتغرس في نفسه الفضائل والصفات الحميدة، وتقوي فيه الوازع الديني، تحمّله المسؤولية تجاه ربّه تعالى، ونفسه وأهله وأقاربه، وجيرانه والنّاس أجمعين، وكلّ ما يشاركه الحياة في هذه الأرض من حيوان ونبات وجماد؛ لأن الله تعالى جعل الإنسان خليفته في الأرض، وحمله "أمانة" لم يحملها لغيره.([11])
أن ما ورد في الحديث من أمثلة لا يراد بها الحصر بطبيعة الحال، وإنّما هي إشارة إلى شمول مسؤولية الرعاية أنشطة المجتمع ومستوياته وأفراده، فإذا كانت مسؤولية الرعاية موزعة على كل عضو من الجماعة بحيث يكون كل من فيه راع ومسؤول عن رعيته، فإنّها شاملة لكل جوانب المجتمع بلا استثناء.


التعديل الأخير تم بواسطة كنزي ; 07-20-2012 الساعة 04:49 PM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2012, 04:51 PM   #10
كنزي
شفقي مميز
 
الصورة الرمزية كنزي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 904
كنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really niceكنزي is just really nice
افتراضي

الحث على كفالة اليتيم والإحسان إليهلقد أمرنا الله جلّ وعلا في محكم كتابه بالإحسان والعطف على اليتامى في كل زمان ومكان بل إنه سبحانه قد أخذ العهد والميثاق على الأمم قبلنا أن يحسنوا إلى اليتامى قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا). (سورة البقرة، آية رقم (83).
ولقد جعل سبحانه قهر اليتيم وزجره بأي صورة من صور الإيذاء من صفات مَن يكذب بالدين، قال تعالى(أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم ولا يَحُضُّ على طعام المسكين) سورة الماعون.
وإطعام اليتامى من أعظم صفات أهل الجنة، قال تعالى( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)سورة الإنسان، آية رقم(8).
وقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإحسان إلى اليتامى بأفصح عبارة، وابلغ أسلوب، فقال صلى الله عليه وسلم(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى، قال ابن بطال "حق على مَن سمع هذا أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة أفضل من ذلك في الآخرة".
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قالالساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل)أخرجه البخاري.
أخي الكريم: إن كان لديك شوق أن تكون مع سيِّد الأولين والآخرين، وقائد الغُرِّ المُحَجَّلين، فأدخل السرور على قلب يتيم..جفف دمعه..امسح رأسه..أكس بدنه..تبسَّم إليه أطعمه.
وإن أردت أن يلين قلبك وتدرك حاجتك، فاكفل اليتيم، واعطف عليه، واجبر كسره فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، فقال له صلى الله عليه وسلمأتحب أن يلين وتدرك حاجتك، ارحم اليتيم ، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك).وفي رواية (أدن اليتيم منك، وألطفه، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، فإن ذلك يلين قلبك، وتدرك حاجتك) صحيح الجامع.
وإن تنشئة اليتيم التنشئة الصالحة من خلال المجتمع يغرس فيه حب المجتمع، والتفاني له، ويتعلم أفراده من بعضهم البعض كيف يتم التعامل مع اليتيم وكيف تكون رعايته وتوجيهه واحترامه وتقديره والأخذ بيده نحو الخير والفلاح.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

شفق

الساعة الآن 10:23 AM

converter url html by fahad7



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
تنويه : كل ما يكتبه العضو يعبر عن رأيه الشخصي ولايتحمل الموقع مسؤلية ما يتم كتابته فـ اتقو الله فيما تكتبون !!
This Forum used Arshfny Mod by islam servant

جميع الحقوق محفوظه لمنتديات شفق الادبية

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158